الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
171 - باب في الإِذْنِ في القُفُولِ بَعْدَ النَّهْى
2771 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثابِتٍ المَرْوَزيُّ، حَدَّثَني عَليُّ بْنُ حُسيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْويِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عَبّاسٍ قال:{لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} الآيَةَ، نَسَخَتْها التي في النُّورِ:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} إِلى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} (1).
* * *
باب الإذن في القفول بعد النهي
والتسرع بعد النهي، أي باب الإذن في القفول بعد النهي عنه.
[2771]
(حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت) بن عثمان بن مسعود (المروزي) المعروف بابن شبويه بمعجمة بعدها موحدة ثقيلة، قال: أحدثني علي بن الحسين) بالتصغير (عن أبيه) الحسين بن واقد، قاضي مرو (عن يزيد) بن أبي سعيد (النحوي) المروزي، متقن عابد، قتله أبو مسلم (2).
(عن عكرمة، عن ابن عباس قال) في قوله تعالى {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (3) نفى الله عن المؤمنين أن يستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في التخلف دون عذر يحصل لهم، كما فعل المنافقون الذين قالوا: نستأذنه،
(1) رواه الطبراني في "مسند الشاميين"(2414)، والبيهقي 9/ 173.
وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود"(2476).
(2)
انظر: "تهذيب الكمال"(7720).
(3)
التوبة: 44.
فإن أذن في القعود قعدنا وإن لم يأذن قعدنا، فنزلت الآية هذِه (الآية) إلى المتقين، والآية التي بعدها، وهي {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ} إلى آخرها.
(نسختها) أي: والتي بعدها الآية (التي في) سورة (النور) التي أولها: ({إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ})(1) الكاملون ({الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}) والناسخ منها: {فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ} (إلى قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ}) قال ابن عطية: ليست آية النور بعد آية التوبة؛ لأن آية النور نزلت سنة أربع من الهجرة في غزوة الخندق في استئذان بعض المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض شأنهم في بيوتهم في بعض الأوقات، فأباح الله له أن يأذن لهم فتباينت الآيتان في الوقت والمعنى، قال [الطبري] (2): وكان جماعة من أهل العلم يرون أن هاتين الآيتين منسوختان (3) بالآيتين التي في النور، وأسند عن الحسن، وعكرمة أنهما قالا في قوله:{لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} إلى قوله: {فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} نسختها الآية التي في النور: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله (4): {غَفُورٌ رَحِيمٌ} (5). قال: وهذا غلط. يعني لما تقدم، انتهى (6).
(1) النور: 62.
(2)
سقط من الأصول، والمثبت من "المحرر الوجيز".
(3)
في (ل)، (ر): منسوختين. والمثبت هو الصواب.
(4)
ساقطة من (ل).
(5)
"تفسير الطبري" 14/ 276.
(6)
"المحرر الوجيز" 3/ 43 - 44.
وعن ابن عباس: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ} أي: بعد غزوة تبوك (1).
وقال الجمهور: ليس كذلك؛ لأن ما قبل هذِه الآية والتي بعدها ورد في قصة تبوك قبل التقدير في آية الاستئذان: لا يستأذنك المؤمنون في الخروج ولا القعود، بل إذا أمرت بشيء من الجهاد أو غيره ابتدروا إليه دون إذن، وكان الاستئذان في ذلك الوقت علامة على النفاق.
(1) انظر "تفسير الرازي" 16/ 59.