الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
175 - باب في الطُّرُوقِ
2776 -
حدثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ، قالا: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحارِبِ بْنِ دِثارٍ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قال: كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ أَنْ يَأْتَي الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا (1).
2777 -
حدثنا عُثْمانُ بْنُ أَبي شيْبَةَ، حدثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبيِّ، عَنْ جابِرٍ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ أَحْسَنَ ما دَخَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ إِذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ أَوَّلَ اللّيْلِ"(2).
2778 -
حدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حدثنا هُشيْمٌ، أَخْبَرَنا سيّارٌ، عَنِ الشَّعْبيِّ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قال: كُنّا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ فَلَمّا ذَهَبْنا لِنَدْخُلَ قَالَ: "أَمْهِلُوا حَتَّى نَدْخُلَ ليْلًا لِكَي تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ".
قَالَ أَبُو داوُدَ: قَالَ الزُّهْريُّ: الطُّرُوقُ بَعْدَ العِشاءِ.
قَالَ أَبُو داوُدَ: وَبَعْدَ المَغْرِبِ لا بَأْسَ بِهِ (3).
* * *
باب في الطُّرُوق
[2776]
(حدثنا حفص بن عمر) بن الحارث بن سخبرة الأزدي (ومسلم بن إبراهيم) الأزدي الفراهيدي مولاهم، القصاب.
(قالا: حدثنا شعبة، عن محارب بن دثار) بكسر الدال المهملة وتخفيف الثاء المثلثة، أبو كُردُوس - بضم الكاف والدال، وبالسين
(1) رواه البخاري (1801)، ومسلم (715/ 185) بعد حديث (1928).
(2)
رواه بنحوه البخاري (5244)، ومسلم (715) بعد حديث (1928).
(3)
رواه البخاري (5079)، ومسلم (715/ 181) بعد حديث (1928).
المهملة السدوسي قاضي الكوفة (عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يأتي الرجل) المسافر (أهله) إذا قدم ليلًا (طُروقًا) بضم الطاء، وهو أن يأتيهم في الليل، وكل آتٍ في الليل فهو طارق، ومنه قوله تعالى:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} (1). قال النووي (2): معناه أنَّه يكره لمن طال سفره أن يقدم على امرأته ليلًا بغتة (3).
[2777]
(حدثنا عثمان) بن محمَّد بن إبراهيم (بن أبي شيبة) العبسي الكوفي قال (4): (حدثنا جرير) بن عبد الحميد بن جرير الضبي الرازي (عن مغيرة) بن مقسم، أبو هشام الضبي مولاهم، الفقيه الأعمى، روى عنه جرير قال: ما وقع في مسامعي منه شيء فنسيته، توفي 133.
(عن الشعبي) عامر بن شراحيل (عن جابر) بن عبد الله رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أحسن ما دخل الرجل) الغائب غيبة طويلة (على أهله) زوجته أو أم ولده المملوكة، وربما دخل فيه أقاربه (إذا قدم من سفر) طويل أو قصير، فليدخل (أولَ الليل) أي قبل وقت العشاء، وقبل المغرب أولى لتلحق إصلاح شأنها قبل النوم معه، أخرج الشيخان نحو هذا الحديث في النكاح (5). والنسائيُّ في عشرة النساء من حديث جابر (6).
(1) الطارق: 1.
(2)
"شرح النووي على مسلم" 13/ 71.
(3)
في الأصول زيادة: والنهي عن طروق الرجل أهله مراد به النزول عليهم، وما هنا مصدرية على تقدير مضاف، أي: إنَّ أحسَنَ دخول الرجل على امرأته أول الليل. ولعله سبق نظر فستأتي بتمامها في الحديث التالي.
(4)
ساقطة من (ل).
(5)
"صحيح البخاري"(5244)، ومسلم (715).
(6)
"السنن الكبرى"(9141).
ووجه الجمع بين هذا الحديث وبين حديث النهي عن طروق الأهل ليلًا أن هذا الحديث محمول على الخلوة وقضاء الوطر. أي: أحسن خلوته بأهله أول الليل. والنهي عن طروق أهله مراد به النزول عليهم، وما هنا مصدرية على تقدير مضاف. أي: إنَّ أحسن دخول الرجل على امرأته أول الليل.
[2778]
(حدثنا أحمد) بن محمَّد (بن حنبل قال: حدثنا هشيم) بالتصغير، ابن بشير بن القاسم بن دينار السلمي مولاهم، قال:(أنبأنا سيَّار) بفتح السين المهملة بن أبي سيار، واسمه وردان أبو الحكم الواسطي ([عن الشعبي] (1) عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر) رواية مسلم: في غزوة.
(فلما ذهبنا لندخل) في النهار (قال: أمهلوا) بفتح الهمزة، قال الله تعالى:{فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ} (2) لما كرر اللفظة خالف بين اللفظين وهما مهل وأمهل (حتى ندخل ليلًا) فسره في "صحيح مسلم"(3) فقال: أي: عشاء. يعني: أول الليل كما في (4) الحديث.
ثمَّ بين العلة (لكي تمتشط الشعثة) بكسر العين، قال القرطبي (5): هي التي علاها الشعث. وهو: الغبار والوسخ في الشَّعر. يعني بذلك أن المرأة في حال غيبة زوجها متبذلة، لا تمتشط، ولا تدهن، ولا تتنظف.
(وتستحد) أي: تستعمل الحديدة وهي الموسى وغيره في حلق
(1) ليست في (ر): ومستدركة من المطبوع.
(2)
الطارق: 17.
(3)
"صحيح مسلم"(715).
(4)
في (ر): بين.
(5)
"المفهم" 12/ 64.
الشعر، وهو دليل على جواز حلق عانتها وإبطها بالموسى وإن كان النتف أفضل (المُغِيبة) بضم الميم وكسر الغين المعجمة. التي غاب عنها زوجها وهو من أغابت تغيب فهي مغيبة، فالمراد بها من طالت غيبة زوجها، فأما من كان سفره قريبًا تتوقع امرأته حضوره فلا، ويؤيده في رواية مسلم:"إذا أطال الرجل الغيبة"(1). وفيه: من الفقه أن المرأة ينبغي لها أن تتحسن، وتتزين، وتتطيب، وتتصنع للزوج بما أمكنها. وتجتهد في أن لا يرى منها الزوج ما تنفر نفسه منها (2) بسببه من الشعث والوسخ وغير ذلك. والظاهر أن الزوج كذلك، ويدل عليه قوله تعالى:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ} (3). حكى المنذري عن بعضهم هذا، وإن كان يشير إلى أنَّه سنة فلا أصل له ولا هو من الحديث، وإنما أشار في الحديث إلى ما جرت به عادتهن غالبًا.
(قال الزهري: والطرق) بإسكان الراء (بعد العشاء) أي: بعد غروب الشمس، وأصل الطرق الضرب، وسمي الآتي بالليل طارقًا؛ لأنه يطرق الباب، ومنه المطرقة، وأما قوله:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} (4) فقال ابن عطية (5): معنى الآية: والسماء وجميع ما يطرق فيه من الأمور والمخلوقات.
(قال أبو داود) وأما إتيان المسافر (وبعد المغرب فلا بأس به).
(1)"صحيح مسلم"(715/ 183).
(2)
زيادة من (ل).
(3)
البقرة: 228.
(4)
الطارق: 1.
(5)
"المحرر الوجيز" 5/ 436.