الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - باب في أَرْزاقِ العُمّالِ
2943 -
حدثنا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ أَبُو طالِب، حدثنا أَبُو عاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الوارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَنِ اسْتَعْمَلْناهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْناهُ رِزْقًا فَما أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ"(1).
2944 -
حدثنا أَبُو الوَليدِ الطَّيالِسيُّ، حدثنا لَيْثٌ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابن السّاعِديِّ قال: اسْتَعْمَلَني عُمَرُ عَلَى الصَّدَقَةِ فَلَمّا فَرَغْتُ أَمَرَ لي بِعُمالَةٍ فَقلْتُ: إِنَّما عَمِلْتُ لله. قال: خذْ ما أُعْطِيتَ فَإِنّي قَدْ عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَمَّلَني (2).
2945 -
حدثنا مُوسَى بْن مَرْوانَ الرَّقّيُّ، حدثنا المُعافَى، حدثنا الأوزاعيُّ، عَنِ الحارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خبَر بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ المُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدّادٍ قالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ كانَ لَنا عامِلاً فَلْيَكْتَسِبْ زَوْجَةً فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ خادِمٌ فَلْيَكْتَسِبْ خادِمًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَسْكَنٌ فَلْيَكْتَسِبْ مَسْكَنًا" .. قال: قال أَبُو بَكْرٍ: أُخْبرْتُ أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مَنِ اتَّخَذَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ غالٌّ أَوْ سارِقٌ"(3).
* * *
(1) رواه البزار في "المسند" 10/ 307 (4427)، وأبو يعلى في "معجم الشيوخ"(244)، وابن خزيمة 4/ 70 (2369)، والحاكم 1/ 405، والبيهقي 6/ 355. وصححه ابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 564، والألباني في "صحيح أبي داود" (2609).
(2)
رواه مسلم (1045).
(3)
رواه ابن خزيمة 4/ 70 (2370)، والطبراني 20/ 305، والحاكم 1/ 405، والبيهقي 6/ 355.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2611).
باب في أرزاق العمال
[2943]
(حدثنا زيد بن أخزم) بالخاء والزاي المعجمتين (1)(أبو طالب) الطائي البصري شيخ البخاري في ذكر بني إسرائيل وفي إسلام أبي ذر (حدثنا أبو عاصم) خشيش بن أصرم النسائي حافظ ثبت (2)(عن عبد الوارث بن سعيد) بن ذكوان التميمي البصري (عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه) بريدة بن الحصيب رضي الله عنه.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من استعملناه على عمل) من أعمال الجهاد أو الصدقة أو غيرهما مما يستحق عليه أجرة (فرزقناه رزقًا) على ذلك فليأخذه، قال إبراهيم: لا بأس بجائزة العمال أن للعامل مؤنة ورزقًا، حكاه الغزالي (3) قال: وقال العلاء بن زهير الأزدي: أتى إبراهيم أبي وهو عامل على حلوان فأجازه (4). فقيل: (فما أخذ بعد ذلك) أي: فوق ذلك من أموال بيت المال (فهو غلول) بضم الغين واللام وهو: الخيانة، وأصله السرقة من مال الغنيمة قبل القسمة، يقال: غل في المغنم، يغل غلولا فهو غال وكل من خان في شيء خفية فقد غل وسميت غلولا؛ لأن الأيدي فيها مغلولة أي: مجموعة مجعول فيهما غل، وهي الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه (5).
(1)"التقريب"(2114).
(2)
"الكاشف" 1/ 372 (1388).
(3)
"إحياء علوم الدين" 2/ 137، وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 93 (20720).
(4)
"إحياء علوم الدين" 2/ 137، وانظر:"مصنف ابن أبي شيبة"(20713).
(5)
"النهاية" 3/ 717.
[2944]
(حدثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك (الطيالسي، حدثنا ليث، عن بكير) بضم الموحدة مصغر (ابن عبد الله بن الأشج) الأشجعي مولاهم (عن بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة (بن سعيد) المدني الزاهد.
(عن) عبد الله بن عمرو بن واقدان (بن) السعد (الساعدي) رضي الله عنه قال النووي (1): أنكرو الساعدي، وقالوا: صوابه السعدي؛ لأن أباه استرضع في بني سعد بن بكر.
(قال: استعملني عمر) بن الخطاب رضي الله عنه (على الصدقة) يعني: صدقة الزكاة (فلما فرغت) من عملي (أمر لي بعمالة) بضم العين، وهو الذي يأخذه العامل على أجرته في استخراج الزكاة، ونحوها.
(فقلت: إنما عملت) عملي هذا (لله) تعالى (قال: خذ ما أعطيت) من غير مسألة، فيه أن الأخذ من غير مسألة ولا استشراف نفس لا ينافي العمل الخالص لله ولا يفسده، فإنه عمل لله وأخذ لله، فإنه في الحقيقة هو المعطي (فإني قد عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني) بتشديد الميم أي: أعطاني أجرة عملي وقد يقال: عملته بمعنى: وليته وجعلته عاملًا على الصدقة ونحوها.
وهذا الحديث أصل في أن كل من عمل للمسلمين عملا من أعمالهم العامة فيجوز أخذ العوض عليه من بيت مال المسلمين، وأنهم يعطون ذلك على حسب مقدار عملهم كالولاية والقضاء والحسبة والإمامة
(1)"شرح مسلم" للنووي 7/ 137، وراجع "الاستيعاب" 3/ 920، "شرح أبي داود" للعيني 6/ 398.
والأذان والشهادات ونحو ذلك (1).
[2945]
(حدثنا موسى بن مروان) البغدادي التمار (2)(الرقي) بفتح الراء وتشديد القاف، كذا ضبطه السمعاني (3) قال: نسبة إلى مدينة على طرف الفرات قال: والرقة الأولى خربت والذي (4) تسمى اليوم الرقة كانت تسمى أولًا الرافقة ولها تاريخ ينسب إليها كثير من العلماء من كل فن.
(حدثنا المعافى) بن عمران بن محمد الأزدي الفهمي الموصلي، أخرج له البخاري في الاستسقاء والمناقب (حدثنا الأوزاعي، عن الحارث بن يزيد) الحضرمي، أخرج له مسلم في الجهاد (عن جبير بن نفير) الحضرمي، أخرج له مسلم في مواضع (عن المستورد بن شداد) بن عمرو القرشي الفهري، نزل الكوفة (5).
(قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كان لنا عاملًا) بتقديم الجار والمجرور على عامله، يفهم منه الحصر يعني: من كان عاملًا لنا دون غيرنا (فليكتسب زوجة) أي: صداق زوجة يتزوجها (فإن لم يكن له خادم) يخدمه ويخدم زوجته وأولاده (فليكتسب خادمًا، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنًا) وهذا الحديث محمول على وجهين:
أحدهما: أنه أباح اكتساب الصداق والخادم والمسكن من عمالته
(1)"المفهم" 9/ 58.
(2)
"التقريب"(7009).
(3)
"الأنساب" 3/ 84.
(4)
هكذا في الأصل والذي في "الأنساب" والتي.
(5)
"الإصابة" 6/ 90.
التي هي أجرة مثله.
(قال: فقال أبو بكر) الصديق حين بلغه الحديث (أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اتخذ غير ذلك) أي: غير أجرة عمالته فليس له ذلك.
والوجه الآخر: أن معناه أن للعامل التزويج والسكنى والخدمة، فمن لم يكن له زوجة ولا مسكن ولا خادم زوج واستؤجر له خادم يكفيه خدمة مسكنه ويُكترى له مسكن يسكنه مدة مقامه في عمله إن لم يكن له مسكن ملك أو عارية (فهو غال) بتشديد اللام أي: خائن كما تقدم (أو) هو (سارق) من المال الذي تحت يده أخذه خفية.
* * *