الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب في اتِّباعِ الصَّيْدِ
2851 -
حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيانَ، حَدَّثَني أَبُو مُوسَى، عَنْ وَهْبِ ابْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابن عَبّاسٍ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وقالَ مَرَّةً سُفْيانُ وَلا أَعْلَفهُ إِلا عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وقالَ:"مَنْ سَكَنَ البادِيَةَ جَفا وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ وَمَنْ أَتَى السُّلْطانَ افْتُتِنَ"(1).
2860 -
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حدثنا مُحَمَّدُ بْن عُبَيْدٍ، حدثنا الحَسَن بْنُ الحَكَمِ النَّخَعيُّ، عَنْ عَديِّ بْنِ ثابِتٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الأنصارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَعْنَى مُسَدَّدٍ قالَ:"وَمَنْ لَزِمَ السُّلْطانَ افْتُتِنَ" .. زادَ: "وَما ازْدادَ عَبْدٌ مِنَ السُّلْطانِ دُنُوّا إِلا ازْدادَ مِنَ اللهِ بُعْدًا"(2).
2861 -
حدثنا يَحْيَى بْن مَعِينٍ، حدثنا حَمّادٌ بْن خالِدٍ الخَيّاطُ، عَنْ مُعاوِيَةَ بْنِ صالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنيِّ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ:"إِذا رَمَيْتَ الصَّيْدَ فَأَدْرَكْتَهُ بَعْدَ ثَلاثِ لَيالي وَسَهْمُكَ فِيهِ فَكُلْهُ ما لَمْ يُنْتِنْ"(3).
* * *
باب في اتباع الصيد
[2859]
(حدثنا مسدد، حدثنا يحيى) بن سعيد القطان قال: (حدثني
(1) رواه الترمذي (2256)، والنسائي 7/ 195، وأحمد 1/ 357.
قال الشيخ أحمد شاكر في "شرح المسند" 5/ 123 (3362): إسناده صحيح.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2547).
(2)
رواه أحمد 2/ 440.
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(493/ م).
(3)
رواه مسلم (1931).
سفيان) بن سعيد الثوري (حدثني أبو موسى) إسرائيل بن موسى البصري، أخرج له البخاري في مناقب الحسن والإصلاح والفتن (1)(عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وقال مرة: سفيان) الثوري (ولا أعلمه إلا) قال (عن النبي صلى الله عليه وسلم: من سكن البادية) البادية من البدو وهو خلاف الحضر (جفا) أي غلظ طبعه وكثرت فضاضته (2) وقساوة قلبه لبعده من مشاهد العلماء وحضور مجالس العلم وحلق الذكر ومعرفة الكتاب والسنة كما أخبر تعالى بقوله: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا
(1) انظر: "هدي الساري" 1/ 389، "فتح الباري" 7/ 95، 13/ 62، 66. وقد ذهب الشارح إلى أن أبا موسى هنا هو إسرائيل بن موسى البصري وانظر:"تهذيب الكمال" 2/ 514، 34/ 331. والأرجح التفرقة بينهما فإسرائيل بن موسى الذي روى له البخاري بصري ولم يدرك وهب بن منبه وهو ثقة خلافا للأزدي. والذي روى عن وهب بن منبه يماني وهو مجهول. قال عبد الله ابن أحمد عن أبيه في "العلل" 2/ 201: قال أبي: وليس هو إسرائيل أبو موسى هذا يماني يحدث عن وهب بن منبه. اهـ وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 1/ 229 في ترجمة إسرائيل ابن موسى: وليس هو الذي روى عن وهب بن منبه وروى عنه الثوري ذاك شيخ يماني وقد فرق بينهما غير واحد كما سيأتي في الكنى .. اهـ ثم قال في الكنى 12/ 276: أبو موسى شيخ يماني روى عن وهب بن منبه عن ابن عباس حديث من أتبع الصيد غفل وعنه سفيان الثوري مجهول قاله ابن القطان ذكر المزي في ترجمة أبي موسى إسرائيل بن موسى البصري أنه روى عن ابن منبه وعنه الثوري ولم يلحق البصري وهب بن مه وإنما هذا آخر وقد فرق بينهما ابن حبان في "الثقات" وابن الجارود في الكنى وجماعة اهـ وفي "لسان الميزان" 7/ 286.
وانظر: "الثقات" لابن حبان 7/ 664 و "الجرح والتعديل" 9/ 438، "ميزان الاعتدال" 4/ 578. قلت: وبهذا يعلم أن أبا موسى الرواي هذا الحديث ليس هو البصري الذي روى عنه البخاري، وإنما هو اليماني المجهول والله أعلم.
(2)
هكذا في الأصلين بالضاد المعجمة، ولعلها فظاظته بالظاء المشالة والله أعلم.
وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} (1)، وقال صلى الله عليه وسلم:"الجفا والقسوة في الفدادين أهل الوبر"(2)(ومن اتبع الصيد غفل) بفتح الفاء، قال في "النهاية": أي يشتغل به قلبه ويستولي عليه حبه حتى يصير فيه غفلة (3) - يعني: عن الجهاد والرباط بالخيل التي يصطاد بها - ويدخل في عموم الصيد: الصيد من البحر بالشبك (4) ونحوها (ومن أتى) إلى (السلطان) وتردد إليه وأكثر من مجالسته ورأى ملابسه وأطعمته وكلمته النافذة (افتتن) وقد يخرج به من أتى السلطان إليه لالتماس بركته ودعائه، لكن قد يفتتن الضعيف أكثر ممن يأتي إلى السلطان.
(1) التوبة آية (97).
(2)
البخاري (3498).
(3)
"النهاية" 3/ 705.
(4)
في (ر): بالشك. والمثبت من (ل).