الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جهة السب والشتم، فعليك نصيحته أنت، وأقاربه، كإخوانه، أو أبيه إن كان له أب أو جد، أو أقارب جيدون، أو جيران صالحون، تقولين لهم، تستعينين بالله ثم بهم على نصيحته، لعل الله يهديه بأسبابكم، وإذا لم يقبل النصيحة ففي إمكاك رفعه إلى المحكمة، أو الذهاب إلى أهلك وطلب الطلاق، لأن هذه الحال لا عيشة معها، حالة سيئة، فإذا لم يستقم على الطريق السوي، فلك أن تعافيه وتطلبي الطلاق؛ لسوء أخلاقه وسوء أعماله، ولكن إذا تيسر منك، ومن أبيه، أو جده، أو إخوانه، أو أعمامه، أو جيرانه الطيبين، إذا تيسرت نصيحته، لعله يهتدي، لعله يستقيم، لعل أخلاقه تصلح، لعله يترك السهر، إذا تيسر هذا، فأبشري بالخير، واحتسبي الأجر، فإن لم يتيسر هذا فلك أن تذهبي إلى أهلك وتطلبي الطلاق؛ لأن هذه أخلاق سيئة، لا يلزمك الصبر عليها، نسأل الله العافية، ونسأل الله لنا وله الهداية.
119 -
بيان ما يجب على الأزواج تجاه زوجاتهم
س: هل من كلمة للأزواج في معاملة الزوجات، سماحة الشيخ؟ (1)
(1) السؤال السادس عشر من الشريط رقم (399).
ج: نصيحتي للأزواج أن يتقوا الله، نصيحتي لجميع الأزواج أن يتقوا الله في نسائهم، وأن يعاملوهن باللطف، والمعاملة الطيبة، كما قال الله جل وعلا:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} بالكلام الطيب، بالأسلوب الحسن، بالحلم، بالخلق الكريم، بأداء حقوقهن كاملة، هذا الواجب على جميع الأزواج، فالله يقول:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} مثلما أنك تحب أن تعاشرك بالمعروف، وأن تكون طيبة معك، في أخلاقها وسيرتها فهي كذلك، الله يقول:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} كون حظك أكبر، لك درجة زيادة، لا يقتضي أن تسيء إليها، وأنك تظلمها، لا، يجب عليك أن تحسن الخلق، وأن تعاشر بالمعروف، وأن تقوم بالواجب، من جهة النفقة اللازمة، بالمعروف، من جهة طيب الكلام، حسن المخاطبة، هذا هو الواجب على الأزواج جميعا، أن يتقوا الله وأن يحسنوا إلى أزواجهم، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، والسيرة الحميدة، وعدم السهر، وعدم
التقليل في النفقة، كل هذا واجب، عليك أن تنفق بالمعروف، وعليك أن تحذر السهر، الذي يضر زوجتك ويضرك، ويسبب أيضا فساد دينك، فإن السهر شره عظيم، قد تضيع معه صلاة الفريضة، قد يكون معه أناس من أهل الشر، يضرونك ويجرونك إلى أنواع الفساد، فاحذر، والرسول نهى عن السمر بعد العشاء، فالسنة أن تفيء إلى بيتك بعد العشاء، وأن تنام مع أهلك، تستريح في بيتك، تدع السهر بعد العشاء، ويجب على الرجل أن يحذر صحبة الأشرار، صحبة الأشرار شرها عظيم، والواجب العناية بصحبة الأخيار، وعدم السهر، والعناية بالصلوات الخمس، والمحافظة عليها في الجماعة، وحسن الخلق مع الزوجة، وطيب الكلام مع الزوجة، هكذا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:«خياركم خياركم لنسائهم» (1) والله يقول وهو أعظم: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ويقول سبحانه: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} نسأل الله
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه برقم (7354).
للجميع الهداية.
س: يقول السائل: لي زوجة لا تطيعني، وكثيرا ما تغضبني وتضطرني إلى الحلف بالطلاق، لئن لم تفعلي كذا لأفعلن ما هو كذا وكذا، كيف توجهونني، وكيف توجهونها وأمثالها، جزاكم الله خيرا؟ (1)
ج: الواجب على الزوجات السمع والطاعة لأزواجهن بالمعروف في الأشياء التي ليس فيها محذور شرعا، في خدمة البيت ومن طاعة الزوج في حاجته إليها، والنوم معها وجماعها ونحو ذلك، والتحدث معها والمؤانسة، كل هذا طيب، ويجب عليها أن تسمع وتطيع، وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها، لعنتها الملائكة حتى تصبح» (2) وفي لفظ آخر: «والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها» (3) أي زوجها
(1) السؤال السادس والعشرون من الشريط رقم (250).
(2)
أخرجه مسلم في كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها، برقم (1436).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها، برقم (1436).
فالواجب على المرأة أن تكون طيبة مع زوجها، حسنة المعاشرة، والله يقول سبحانه:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ويقول: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} المقصود أن الواجب المعاشرة بالمعروف بينهما جميعا، ولها مثل الذي عليها بالمعروف، والعشرة الطيبة على الزوج، وهو يعاشرها عشرة طيبة، وهي تعاشره عشرة طيبة، وليس لها أن تعصيه في المعروف، وليس له أيضا أن يؤذيها أو يظلمها، بل يعاشرها بالمعروف من جهة الخلق، والكلام الطيب، والعمل الطيب، والإنفاق عليها كما شرع الله، وعدم الشدة وعدم العنف، وعدم الانتهار في وجهها، وعدم الغضب، ويعاملها معاملة طيبة، باللين واللطف والبشاشة، والكلام الطيب، وهي عليها كذلك أن تبادله ذلك، مع السمع والطاعة في المعروف، وليس لها أن تعصيه في المعروف، وإذا حلف عليها أن تفعل كذا وكذا، ولم تبر بيمينه فعليه كفارة اليمين إذا كان قصده إنما هو أمرها، أو تحذيرها كأن يقول: والله أن تفعلي كذا أو والله لا تفعلي