الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكرتها، وفي كل حال حتى ولو أخطأت عليك الوالدة، وحتى ولو سبتك، عليك بالرفق والكلام الطيب، تطالبها بالعفو والسماح عنها، لأن حقها عظيم، حق الوالدين عظيم، وحق الأم أكبر، «قال رجل يا رسول الله من أبر؟ قال:"أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من: قال "أمك". قال ثم من: قال: "أباك" ثم الأقرب فالأقرب» (1) فالأم لها شأن عظيم فعليك، أن تحرص على رضاها، وعلى معاملتها بالتي هي أحسن، وإن أساءت إليك وإن تعدت عليك، عليك أن تصفح وتعفو عنها، وتطلب رضاها دائما، وهكذا زوجتك، عليها أن تجتهد في المعاملة الطيبة مع أمك. أصلح الله حال الجميع.
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، من حديث حكيم بن معاوية رضي الله عنه برقم (19524).
122 -
وجوب احترام وتقدير الزوجة لأم زوجها
س: الواقع سماحة الشيخ- كما تفضلتم- كثيرا ما يصل شكاوى من الزوجات من أمهات الأزواج لعلها مناسبة كريمة، أن تتفضلوا بتوجيه الزوجات، كي يكن عونا للأزواج على البر بالأمهات؟ (1)
(1) السؤال الرابع والعشرون من الشريط رقم (311).
ج: نعم، الواجب على الزوجات، أن يتقين الله عز وجل، وأن يحرصن على إصلاح الحال بين الرجل وأمه وأبيه، وألا يكن سببا للفساد والشر والعقوق، والواجب على الولد أن يتقي الله في أبيه وأمه، وأن يبرهما وأن يحسن معاشرتهما، وملاطفتهما، حتى وإن أساءا إليه، حتى ولو ضرباه، يجتهد في إرضائهما، وطلب السماح منهما، قال الله جل وعلا في كتابه الكريم:{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} وقال سبحانه: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ} يقصد الوالدين: {عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} أمر بمصاحبتهما بالمعروف، وإن كانا كافرين؛ لعظم حقهما قال:{وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} لكن لا تطعهما في المعصية، والشرك، لا يطاع أحد في المعصية والشرك، لكن تجتهد في العبارات الطيبة، والأسلوب الحسن، في الاعتذار إليهما، وعدم السمع والاعة لهما في المعصية، وأن هذا لا يجوز لك؛ لأن الرسول صلى الله عليه
وسلم نهاك عن الطاعة في المعاصي لأحد من الناس، وتجتهد في دعوتهما إلى الخير، وترغيبهما في الخير، وهكذا زوجتك، تجتهد في المعاملة الطيبة مع والدتك، حتى لا تكون سببا في عقوقك إياها، أو سببا في تعديهما عليك، أنت وزوجتك عليكما العناية بحق الوالدين، والحرص على إكرام الوالدين، والسمع والطاعة لهما في المعروف، وعدم الإساءة إليهما، وإذا أخطآ عليك، وعلى زوجتك، فاجتهد في طلب السماح والعفو والصفح، وأحسن معهما بالخلق والكلام.
س: سائلة تشتكي من زوجة أبيها، وتصفها بأوصاف يجب الترفع عنها، ما هي نصيحتكم لها ولغيرها من النساء؟ (1)
ج: يجب على كل مؤمن ومؤمنة، تقوى الله سبحانه وأن يحذر من ظلم أخيه، أو أخته في الله، وعلى زوجة الأب، وعلى زوجة الأخ، وعلى كل مسلمة أن تتقي الله، وأن تحذر الظلم، في ابنة زوجها، أو أخت زوجها أو غيرهما، فنصيحتي للجميع تقوى الله،
(1) السؤال الخامس عشر من الشريط رقم (319).
وأن يحذر كل واحد وكل امرأة، من الظلم بالقول، والفعل، وعلى من ابتليت بشر من زوجة أبيها، أو زوجة أخيها أو غيرهما أن تسأل الله العافية من شرهما، وأن تتضرع إلى الله أن يكفيها شرهما، وتحرص على التعوذات الشرعية، صباحا ومساء، وهي أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، صباحا ومساء ثلاث مرات، وقراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد الصبح، ثلاث مرات، وبعد المغرب، ثلاث مرات، كل هذا من أسباب العافية من شر كل أحد، كذلك تقول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، صباحا ومساء، هذا من أسباب العافية والسلامة من كل شر، ينبغي للمؤمن أن يعتاده والمؤمنة كذلك، صباحا ومساء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاثا، من أسباب العافية من كل شر للنساء والرجال جميعا، ومن شر المخلوقات الأخرى، والنصيحة لكل مؤمنة ولكل مؤمن تقوى الله والحذر من ظلم الناس، والحذر من إيذاء الناس، من قول أو فعل، نسأل الله للجميع الهداية.