الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمباحة، وعليها كف الأذى وهو كذلك عليه كف الأذى عنها، وأن يعاملها بالحسنى، وأن يستوصي بها خيرا، وعليهما التعاون على البر والتقوى، فإذا وجد ما يغضبها، فلا حرج عليها، إذا سبها وغضبت، ولا حرج لكن عليها أن تجاهد نفسها، وعليها أن تنصحه عن السب والشتم، تقول له: اتق الله، هذا لا يجوز لك، بالكلام الطيب، ولا شك أن الأذى منه يوجب غضبها، يسبب الغضب، لكن عليها أن تجتهد، وأن تتحمل، وأن تحرص على السمع والطاعة في المعروف، وأن تنصحه عما يقع منه من الغضب، والشتم، أو الضرب حتى تزول المشكلة بينهما، مهما أمكن، فإن لم يفعل ذلك، فلها الخروج إلى بيت أهلها والرفع إلى المحكمة.
198 -
بيان حق الزوج على الزوجة
س: سماحة الشيخ أرجو أن تتفضل ببيان حق الزوج على زوجته؛ ذلك لأن هناك شكوى لكثير من الرجال، من عصيان النساء، واستمساكهن برأيهن جزاكم الله خيرا؟ (1)
(1) السؤال السابع عشر من الشريط رقم (294).
ج: على الزوجة طاعة زوجها بالمعروف، وعدم عصيانه في الجماع والخدمة، إذا كانت من أهل الخدمة، وفي عدم خروجها من بيتها، وفي غير ذلك من الأمور، التي ليس فيها معصية، حق عليها أن تسمع وتطيع لزوجها، وجاء في هذا الباب أحاديث كثيرة تأمر بذلك، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح:«إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، وأبت أن تجيء، لعنتها الملائكة حتى تصبح» (1) فالواجب عليها السمع والطاعة لزوجها في المعروف، لا في المعاصي، وهكذا الزوج، عليه أن يعاشرها بالمعروف، ويتقي الله ولا يظلمها، لا في قوله، ولا في عمله، كما قال الله سبحانه وتعالى:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} . وقال سبحانه-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} أي كما أن عليهن العشرة بالمعروف، فلهن العشرة بالمعروف أيضا، فهو عليه أن يعاشرها بالمعروف،
(1) أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، برقم (5193).