الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليك، وتعب عليك، لكن إذا هداها الله بعد زواجك، فهذا لا بأس أو رحمتها من أجل ضعف عقلها، أو من أجل أمها، وصبرت عليها وأحسنت إليها، فأنت مأجور على إحسانك وصبرك، ولكن أنت معذور في فراقها وطلاقها، بسبب أخلاقها الذميمة التي ذكرت عنها، فينبغي لك أن تبادر بالزواج، وتحرص على الزواج والله يعينك، حتى تعف نفسك وتستريح من هذا البلاء، فإن هداها الله، وإلا فارقها، الله جل وعلا يقول:{وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلا مِنْ سَعَتِهِ} .
196 -
بيان ما ينبغي أن يفعله من تخالف زوجته أوامره
س: هذا السائل يقول: سماحة الشيخ حفظكم الله، زوجتي امرأة ملتزمة وأحمد الله على ذلك، ملتزمة بأمور الدين، وغير ملتزمة بتعليماتي الخاصة، فهي دائما تعاند وتخالف أوامري في البيت وفي تربية الأبناء، وعندما أسألها لماذا دائما مخالفة؟ تجاوب وتقول: بأنها تنسى، وهي تنسى في اليوم أكثر من عشر مرات، وهذه المخالفة في كل يوم، على مدار السنة، مما أدى بي إلى هجرها في المضجع، بعد الوعظ والنصيحة، وأيضا لم تتغير، مما أدى بي إلى
ضربها ضربا خفيفا جدا، ثم قامت وجمعت ملابسها وأغراضها، وذهبت إلى بيت أهلها، فما حكم هذا التصرف مني ومنها؟ ولا أخفيكم يا سماحة الشيخ، أن الطلاق في نيتي، فأفيدوني مأجورين. (1)
ج: المشروع لك الصبر والاحتساب، وعدم التكلف، فالرسول يقول صلى الله عليه وسلم:«استوصوا بالنساء خيرا» (2) ويقول الرب جل وعلا: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} فإذا كانت تقول: إنها ناسية، فينبغي لك أن ترفق بها، ما دامت تعتذر بالنسيان، ينبغي الصبر والاحتساب، والرفق، وعدم العجلة في الضرب، والكلام السيئ، ما هكذا ينبغي للمؤمن مع زوجته، لأن الله يقول:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:«استوصوا بالنساء خيرا فهن خلقن من ضلع أعوج، فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وإلا لم يزل أعوج» (3)، وفي اللفظ الآخر:«وكسرها طلاقها» (4)، فالأفضل لك يا أخي، الصبر والاحتساب، وعدم العجلة في الأمور، والحرص على
(1) السؤال الثاني عشر من الشريط رقم (426).
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء، برقم (1468).
(3)
صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3331)، صحيح مسلم الرضاع (1468)، سنن الدارمي النكاح (2222).
(4)
سنن الترمذي كتاب تفسير القرآن (3087)، سنن ابن ماجه كتاب النكاح (1851).