الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدين النصيحة قيل: لمن يا رسول الله؟ قال لله، ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» (1) فنوصي أمهات النساء خاصة، وقريباتهن بصفة عامة، بتقوى الله وأن يكن عونا على الخير وناصحات للجميع، وألا يكن عونا للمرأة على زوجها في الباطل، بل يجب أن يكن عونا في الحق، وفق الله الجميع.
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، برقم (55)، والإمام أحمد في مسنده، من حديث تميم الداري رضي الله عنه، برقم (16499)، واللفظ له.
136 -
نصيحة حول الخلافات التي تقع بين الزوجة وأهل زوجها
س: يقول السائل: تزوجت منذ خمس سنوات، وكانت العروس ذات خلق ودين والحمد لله، لكن فوجئت بأن قام عداء بينها وبين أختي، وأختي كثيرا ما تحرض عليها أهلي، وحينئذ أسأل سماحتكم بماذا توجهني وحالي ما ذكرت؟ جزاكم الله خيرا (1)
ج: نوصيك بعدم العجلة ما دامت الزوجة طيبة، نوصيك بالبقاء عليها وإمساكها، ونصيحة أختك بالتحذير من التدخل فيما لا يعنيها، لا تعجل، أمسك الزوجة، والحمد لله، وانصح الجميع وارفق
(1) السؤال الثاني والعشرون من الشريط رقم (353).
واستعن بالله على ذلك كله، وإذا رأيت أن توصي بعض أهلك، حتى يوصوا أختك حتى ينصحوها، تكف شرها فطيب، المقصود لا تطاوع في الزوجة الطيبة، لا أختك ولا غيرها، لكن تنصح أختك، تقول لها: اتركي الشر، اتركي الشغب، توصي أمك، تنصحها أو أباك أو إخوانك، حتى تسلم من شرها.
س: زوجة تشتكي وتقول: إن زوجها لا يستجيب لمطالبها أحيانا، وتشتكي من أمه وأخواته، حتى إن الزوج استجاب للنميمة التي تقع من أمه وأخواته، ولا يذهب بها لزيارة أهلها، حتى في الأعياد، ونرجو من سماحتكم التوجيه لكل الأطراف (1)
ج: ننصح الجميع بتقوى الله، والتعاون على البر والتقوى وننصح المرأة أن تستقيم، وأن تسامح في هذا الأمر، وتدعو الله للجميع بالهداية، ونوصي الأخوات وغيرهن بترك ما حرم الله عليهن، من الغيبة والنميمة، وننصح الزوج بتقوى الله وأن يؤدي الواجب، وأن يعدل ولا يضر المرأة، نوصي الجميع بتقوى الله، وأن يقوم كل واحد بما يجب عليه، وأن يحذر الزوج من ظلم زوجته،
(1) السؤال الثامن من الشريط رقم (324).
وهكذا أخواته وأقاربه عليهم أن يتقوا الله ويحذروا ظلمها، وعليك أنت أيتها الزوجة أن تتقي الله، وألا تكذبي عليهم، وألا تؤذيهم بشيء، أما إذا استمر الأمر ولم يستقم لك زوجك، فلك الشكوى إلى المحكمة بما ظلمك فيه، وفيما تراه المحكمة الكفاية إن شاء الله، وإن وسطت أنت من أوليائك جماعة من أهل الخير، أو شخصا من أهل الخير، أو امرأة من أهل الخير، حتى يصلحوا بين الجميع، وحتى يزول المحذور فالصلح خير.
س: السائلة تسأل وتقول: أهل زوجها من أقاربها يسيئون لها بالظن والظلم والحقد عليها من عدة سنوات، ويتكلمون عنها عند القريب والبعيد، مما يؤلمها كثيرا، وتقول: والذي أريد أن أستفسر عنه هل علي إثم في مقاطعتهم، والبعد عنهم قدر المستطاع، وذلك في مجتمعهم؟ مع أنني إذا اجتمعت بهم أبش في جوههم وأرحب بهم، وهم عكس ذلك، ولا أدري ما السبب في هذا البغض لي؟ مع أن زوجي طيب ويكرمهم أحسن إكرام ولا يقدرون هذا. جزاكم الله خيرا. (1)
(1) السؤال التاسع من الشريط رقم (413).
ج: نوصيك بالصبر وأنت مشكورة، نوصيك بالصبر على أذاهم وأبشري بالخير، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» (1) فنوصيك بالصبر، والدعاء لهم بالهداية، وتقولين: اللهم اكفني شرهم، اللهم اكفني شرهم، اللهم اهدهم، وتخاطبينهم بالتي هي أحسن بالبشاشة والكلام الطيب، والدعاء لهم بالتوفيق والهداية، وأنت على خير وأبشري بالخير؛ لأن الواصل هو الذي يصل رحمه وإن قطعته، هذا الواصل الكامل؛ لما رواه البخاري في الصحيح، يقول صلى الله عليه وسلم:«ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» (2) وجاءه رجل قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال له صلى الله عليه وسلم:«لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل- يعني الرماد المحمي- ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك» (3) فأبشري بالخير واصبري.
(1) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب ليس الواصل بالمكافئ، برقم (5991).
(2)
صحيح البخاري الأدب (5991)، سنن الترمذي البر والصلة (1908)، سنن أبو داود الزكاة (1697)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 193).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، برقم (2558).