الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يجتهد في إحسان العشرة، والبعد عن أسباب الغضب، وعليكما جميعا التعاون على البر والتقوى، وعلى ترك الأسباب التي قد تثير الغضب والغيظ، فالمؤمن يجتهد في الأسباب الطيبة، مع زوجته مع أهل بيته، ومع إخوانه المسلمين، والمؤمنات كذلك، كل منكما عليه أن يجتهد، والله سبحانه يعين العبد إذا اتقاه، وصبر، يعينه سبحانه وتعالى، فهو الذي يعين عباده المتقين، ويسهل لهم أمورهم، كما قال سبحانه:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} ، فاستعيني بالله واصبري، وادعي له بالتوفيق، وهو كذلك عليه أن يستعين بالله، وأن يصبر وأن يتباعد عن أسباب إغضابك.
70 -
بيان حال المرأة ذات الأزواج في الآخرة
س: يقول السائل إنه يعيش مع زوجة يمتدحها كثيرا، لكنها سبق وأن تزوجت رجلا قبله، ويرجو أن تكون زوجة له في الآخرة، نظرا لما لمسه منها من حسن العشرة، ويسأل سماحة الشيخ: هل
المرأة إذا تزوجت رجلين في الدنيا، مع من تكون في الآخرة؟ (1)
ج: ليس هناك نص على أنها تكون لفلان أو لفلان، ولكن يروى في بعض الأحاديث التي فيها بعض الضعف، أنها إذا كانت تزوجت رجالا عدة، فإنها تخير يوم القيامة فتختار أحسنهم خلقا، لكن هذا الحديث ليس بصحيح، لا يعتمد عليه، بل سنده ضعيف والعلم عند الله عز وجل هل تكون للأول، أو للآخر، أو للأوسط، الله أعلم بهذا سبحانه وتعالى، أما هذا الحديث، فإن فيه أنها تخير هي، فتختار أحسنهم خلقا، لكن ليس هذا الإسناد بمعتمد، وليس بصحيح حتى يقال به، ولكن الحقيقة أنها إلى الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم من تكون له ولا شك أنها إذا كانت تعلم أن فلانا كان أحسن عشرة لها، وكان أقوم بحقها، وكان أنفع لها، وكان أحسن خلقا، فهو حري بأن يختارها، وتختاره في الآخرة، في الجنة، هو حري بذلك، وهي حرية بذلك فينبغي لكل زوج أن يتقي الله في زوجته، وأن يحسن خلقه، وأن يؤدي حق الأهل، حتى لا يكون عليه تبعة يوم القيامة، وحتى يبرأ من عهدتها، وربما كان ذلك من أسباب
(1) السؤال الخامس من الشريط رقم (67).
اختيارها له يوم القيامة، إذا كانت ذات أزواج، والله المستعان.
س: سائلة تقول: هل للمرأة إذا دخلت الجنة برحمة الله أن تختار الزوج إذا كان لها في الدنيا زوجان، أم أن هذا من حق الزوج؟ (1)
ج: ورد في بعض الأحاديث أنها تخير، لكن في سنده ضعف. ورد أن ذات الأزواج تخير، وتختار أحسنهم خلقا، ولكن ما أعلم في هذا الباب حديثا صحيحا، إنما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، في أحاديث، فيها ضعف، وعلى كل حال أهل الجنة، لهم ما يشتهون، من أنواع النعيم: الرجال والنساء، لهم فيها ما يدعون ويطلبون، لا حزن عليهم، المرأة لها نعيم، والزوج له نعيم، وهم على خير عظيم.
(1) السؤال التاسع والأربعون من الشريط رقم (430).
س: يقول السائل: هل الرجل وزوجته يجتمعان في الجنة إذا كانا من أهل الخير؟ (1)
ج: الله أعلم، هذا إلى الله جل وعلا، لكن جاء في بعض الأحاديث أنه إذا كان لها أزواج أنها تخير، تختار أحسنهم خلقا،
(1) السؤال الرابع عشر من الشريط رقم (288).
لكن هذا ليس مقطوعا به؛ لأن الأحاديث فيها ضعف، الله جل وعلا هو الذي يعلم سبحانه وتعالى.
س: رسالة وصلت من منطقة الباحة من إحدى الأخوات، تقول عن نفسها: إنها امرأة أرملة، ومنذ أن توفي زوجها، وبناتها يقلن: إنك لن تري زوجك في الآخرة، فهل ترى المرأة زوجها في الآخرة، وجهونا حول هذا الموضوع، جزاكم الله خيرا (1)
ج: هذا أمره إلى الله عز وجل هو الذي يحكم بينهم سبحانه وتعالى، وقد تكون للأول، إذا كان لها أزواج، الله سبحانه وتعالى هو الذي يقدر ثوابهم، ويحكم في ذلك سبحانه وتعالى، قد ورد في بعض الأحاديث، لكن في سندها نظر، أن المرأة إذا كانت ذات أزواج أنها تخير يوم القيامة، إذا كانت من أهل الجنة تختار أحسنهم خلقا، ولكن في سنده نظر، والحاصل أنه يقال في هذا: هذا أمره إلى الله عز وجل هل تكون للآخر، أو الأول إذا كانت ذات أزواج، أما إذا كان زوجها واحدا، ودخلا جميعا الجنة، الأقرب والله أعلم أنه تكون زوجة له، وأنه يجمع الله بينهما، هذا هو الأقرب، والله
(1) السؤال الثاني والثلاثون من الشريط رقم (339).