الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باعتباره أنه مقدمة للجنين الحقيقي.
وأرى أن هذا الكلام هو الأولى بالقبول وهو مذهب جمهور الفقهاء؛ وذلك لأن كثيرا من الفقهاء وإن لم يصرحوا بتعريف الجنين، إلا أنهم حينما تحدثوا عن أحكامه عند انفصاله عن أمه ولم تتضح فيه صورة الآدمي ولم يشهد الثقات بأنه مبدأ آدمي قالوا: لا يجب فيه شيء؛ أي لا غرة ولا غيرها. فدل ذلك على أنهم لا يسمون الحمل جنينا ولا تجب فيه الغرة إلا بعد تصوره. وقال الإمام الباجي: ما ألقته المرأة مما يعرف أنه ولد، سواء كان ذكرا أو أنثى، كما لم يستهل صارخا، والجنين إذا خرج حيا فهو الولد، أما ميتا فهو السقط (1).
(1) انظر: المنتقى للباجي 7/ 80، طبعة دار الفكر بيروت.
ثالثا:
الأطوار التي يمر بها الجنين:
إن الجنين يمر بأطوار سبعة ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز بقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} (1){ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} (2){ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (3).
(1) سورة المؤمنون الآية 12
(2)
سورة المؤمنون الآية 13
(3)
سورة المؤمنون الآية 14
الطور الأول: التراب.
الطور الثاني: النطفة وهي ماء الرجل وماء المرأة.
الطور الثالث: العلقة وهي المني الذي ينتقل من طوره فيصير ماء غليظا متجمدا.
الطور الرابع: المضغة وهي انتقال الدم الغليظ إلى لحم، والمضغة المخلقة تامة الخلقة (1).
الطور الخامس: العظام.
الطور السادس: اللحم.
الطور السابع: الروح.
وقد اتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة، أي بعد مائة وعشرين يوما من الحمل واستدلوا على ذلك بما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: «إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع: برزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح (2)» . . . . فهذا الحديث يدل على أن الروح تنفخ بعد أربعة أشهر.
(1) الإفصاح في فقه اللغة 1/ 2، طبعة دار المعرفة.
(2)
فتح الباري 11/ 477، صحيح مسلم بشرح النووي 16/ 190.