الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بإسناد حسن (1).
وعن علي بن الحسين رضي الله عنهما (2): أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها ويدعو، فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم (3)» ، رواه في المختارة.
قال ابن القيم: إن في اتخاذ القبور أعيادا من المفاسد العظيمة التي لا يعلمها إلا الله تعالى ما يغضب لأجله كل من في قلبه وقار لله تعالى، وغيرة على التوحيد، وتحذير وتقبيح للشرك (4). .
(1) سنن أبي داود، ص 471، ج1.
(2)
علي بن الحسين: هو زين العابدين رضي الله عنه أفضل التابعين. فتح المجيد، ص 263.
(3)
المختارة: كتاب حديث للحافظ ضياء الدين الحنبلي، أحد الأعلام. فتح المجيد، ص 267.
(4)
إغاثة اللهفان، ص 212، ج 1
تاسعا: تسريج القبور وإنارتها:
ويحرم تسريج القبور وإنارتها بالشموع وغيره؛ للنهي الصريح في ذلك، ولما فيه من ضياع المال وإنفاقه في الحرام؛ إطاعة للشيطان.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج (1)» ، رواه أبو داود والترمذي وابن حبان.
قال ابن القيم: قال أبو محمد المقدسي: ولو أبيح اتخاذ السرج على القبور لم يلعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله. ولأن فيه تضييعا للمال بدون فائدة، وإفراطا في تعظيم القبور أشبه بتعظيم الأصنام (2).
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: قال محمد بن إسماعيل الصنعاني في كتاب (تطهير الاعتقاد): فإن هذه القباب والمشاهد التي صارت أعظم ذريعة إلى الشرك والإلحاد، فقد شيد على القبور البناء، وسرجت عليها الشموع، وأرخيت عليها الستور، فيعتقد أن ذلك لجلب خير أو لدفع ضر. وتأتي سدنة القبور ويكذبون على الميت بأنه فعل وفعل، وأنزل بفلان الضرر وبفلان النفع. وأسهب في بيان أباطيلهم ودحض خرافاتهم (3).
أقول: فهؤلاء السدنة الضلال وعباد القبور يضللون الناس بأكاذيبهم وافتراءاتهم بالقصص الملفقة، وهي من وحي الشيطان ونسج الخيال. والعوام يصدقونهم ويسمعون لهم ويتمسحون بهم.
(1) سنن الترمذي الصلاة (320)، سنن النسائي الجنائز (2043)، سنن أبو داود الجنائز (3236)، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1575)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 337).
(2)
إغاثة اللهفان، ص215، ج1.
(3)
فتح المجيد، ص 257 بتحقيق العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز.