الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول: اقض عني الدين وانصرني على فلان، وأنا في حبك وجوارك (1).
وقال ابن تيمية: ومن أعظم الشرك أن يستغيث الإنسان بميت أو غائب، ويستغيث به عند المصائب، يقول: يا سيدي. كأنه يطلب منه إزالة ضره أو جلب نفعه، وهذا حال النصارى في المسيح وأمه وأحبارهم ورهبانهم. . . إلى أن قال: وهؤلاء المشركون يضمون إلى الشرك الكذب، فإن الكذب مقرون بالشرك، وقد قال تعالى:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (2){حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} (3)(4).
(1) اقتضاء الصراط المستقيم، ص458
(2)
سورة الحج الآية 30
(3)
سورة الحج الآية 31
(4)
مجموع الفتاوى، ص81، ج27
الثاني عشر: الغلو في الصالحين ذريعة الشرك:
قال القرطبي: الغلو: هو التجاوز في الحد، ومنه غلا السعر يغلو غلاء، وغلا الرجل في الأمر غلوا. ويعني بذلك فيما ذكره المفسرون: غلو اليهود في عيسى حتى قذفوا مريم، وغلو النصارى فيه حتى جعلوه إلها.
(1) سورة النساء الآية 171
وقال: فالإفراط والتقصير كله سيئة وكفر؛ ولذلك قال مطرف بن عبد الله: الحسنة بين سيئتين.
وقال الشاعر:
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد
…
كلا طرفي قصد الأمور ذميم
وقال آخر:
عليك بأوساط الأمور فإنها
…
نجاة ولا تركب ذلولا ولا صعبا (1)
قال ابن القيم: فدين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وخير الناس النمط الأوسط الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين ولم يلحقوا بغلو المعتدين، وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه الأمة وسطا، وهي الخيار العدول؛ لتوسطها بين الطرفين المذمومين، والعدل هو الوسط بين طرفي الجور والتفريط، والآفات إنما تتطرق إلى الأطراف، والأوساط محمية بأطرافها، فخيار الأمور أوساطها (2).
قال محمد بن سلطان الحنفي: " وإن من أعظم مكايد الشيطان على بني آدم قديما وحديثا إدخال الشرك فيهم في قالب تعظيم الصالحين وتوقيرهم بتغيير اسمه بالتوسل والتشفع ونحوه،
(1) تفسير القرطبي، ص21، ج6
(2)
إغاثة اللهفان، ص201، ج1