الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البقيع أو زار شهداء أحد أو غيرهم " (1).
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية، ص148، ج26.
الحكمة من زيارة القبور:
وتبين لنا من خلال أقوال الأئمة الأعلام أن زيارة القبور شرعت لأمرين اثنين، أحدهما: تذكير الزائر بالموت. والثاني: إحسان للميت بالدعاء له وسؤال الله بالرحمة والمغفرة.
الأمر الأول: تذكير الزائر بالموت والاعتبار والاتعاظ بحال الميت الذي فارق الدنيا وترك المال والأهل والولد، وأصبح أسير عمله تحت التراب لا يملك من أمره شيئا. ولا شك أن من استعمل عقله وفكر بعمق وتذكر الموت وهو السفر الطويل الذي لا عودة بعده إلى الدنيا. استعد لهذا اليوم وأخذ بأسباب الرحيل وتزود لسفره البعيد بالعمل الصالح، فإنه سيدرك دار السعادة بإذن الله تعالى. قال تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (1).
قال الشاعر:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
…
يوما على آلة حدباء محمول
فالنجاة بالتقوى؛ لقوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (2).
(1) سورة الأنبياء الآية 35
(2)
سورة البقرة الآية 197
وثمار التقوى هي الجنة؛ لقوله تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} (1) وآثار التقوى هو العمل. قال تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (2). ولهذا كان من أهداف الزيارة للقبور للرجال تذكر الموت حتى لا يركن الإنسان إلى الدنيا وينسى الآخرة، والأحاديث صريحة في زيارة القبور للعبرة والاتعاظ بالموت ومن ذلك:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من ذكر هاذم اللذات - الموت (3)» قال الصنعاني: والحديث دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يغفل عن ذكر أعظم المواعظ وهو الموت.
وقال: وفي رواية للديلمي عن أبي هريرة: «أكثروا ذكر الموت فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيا الله قلبه وهون عليه الموت (4)» .
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة (5)» رواه
(1) سورة مريم الآية 63
(2)
سورة الزخرف الآية 72
(3)
رواه الترمذي، وصححه ابن حبان.
(4)
سبل السلام، ص 88، 89، ج 2.
(5)
صحيح مسلم الجنائز (976)، سنن النسائي الجنائز (2034)، سنن أبو داود الجنائز (3234)، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1569)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 441).