الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن ماجه.
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة (1)» رواه ابن ماجه.
الأمر الثاني: الإحسان للميت بالدعاء له والاستغفار له والترحم عليه وسؤال الله له بالمغفرة، والنبي صلى الله عليه وسلم زار القبور وسلم على أهلها ودعا لهم بالمغفرة، وهذه هي الزيارة الشرعية حتى تتأسى به أمته وتتمسك بسنته وهديه.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة وأقبل عليهم بوجهه فقال: " السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر (2)» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
- وعن بريدة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا للمقابر أن يقولوا: " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين إنا إن شاء الله بكم لاحقون أسال الله لنا ولكم العافية (3)» رواه مسلم.
(1) سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1571)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 452).
(2)
سنن الترمذي الجنائز (1053).
(3)
صحيح مسلم الجنائز (975)، سنن النسائي الجنائز (2040)، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1547)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 353).
زيارة مقبرة البقيع ليلا:
وقد ثبت في حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام ليلا بعد أن اضطجع في فراشه وأمره أن يزور البقيع ويدعو لهم ففعل. وظنت عائشة أنه ذهب لبعض نسائه فقامت من فراشها وانطلقت
في أثره حتى جاء البقيع، فأقام وأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات يدعو لهم. والحديث طويل لا يتسع المقام لنقله ومما جاء في نهايته: قال: «فإن جبريل عليه السلام أتاني حين رأيت فناداني. . . . فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت: (أي عائشة) قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية (1)» رواه مسلم.
رأي العلماء في زيارة القبور ليلا:
من العلماء من يرى أن زيارة القبور ليلا خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وليست مشروعة للناس وذلك سدا للذريعة المفضية إلى مفاسد حتى لا يكون مجال للشيطان في إضلال المسلمين ولربما تمثل الشيطان بصورة الميت المزار أو قلد صوته وطلب منه أن يذبح له أو يدعوه ويستغيث به وهذا ما يفعله الشيطان بأوليائه من عباد القبور وقد حذر من ذلك علماء الإسلام.
قال ابن القيم: " قال شيخنا رحمه الله: وهذه الأمور المبتدعة عند القبور مراتب: أبعدها عن الشرع أن يسأل الزائر الميت حاجته ويستغيث به فيها كما يفعله كثير من الناس، قال:
(1) مختصر مسلم للمنذري، رقم 497، ص 133.