الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإسلام والسنة والجماعة. . . ". وفي الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (1)
(1) 4/ 1294.
المبحث الرابع: موافقة هذا الاعتقاد لاعتقاد أهل السنة:
الإمام قتيبة بن سعيد أحد الأئمة المشهود لهم باتباع السنة، والتمسك بعقيدة أهل السنة والجماعة، ومن استقرأ ترجمته، واطلع على ثناء أهل السنة عليه، ورأى رواياتهم عنه، تبين له بوضوح صحة معتقده، وسلامة منهجه، وموافقته لأهل السنة، وبعده عن أهل الأهواء والبدع.
وصفه أحمد بن سيار المروزي بقوله: "كان ثبتا فيما روى، صاحب سنة وجماعة (1) ووصفه أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي الأصبهاني بأنه: " أحد الأئمة في الحديث، كان ينصر السنة (2).
يؤكد هذا أقوال له غير ما جاء في هذا الاعتقاد، منها: ما رواه الخلال في السنة (3) عن أبي داود السجستاني، قال:"سمعت قتيبة، قال: الواقفة جهمية. وسمعت قتيبة قيل له، فقال: الواقفة شر من هؤلاء، يعني ممن قال: القرآن مخلوق ".
(1) تاريخ بغداد 12/ 469.
(2)
سير السلف 3/ 1166
(3)
5/ 140
ومنه ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد (1) عنه:
لولا القضاء الذي لا بد مدركه
…
فالرزق يأكله الإنسان بالقدر
ما كان مثلي في بغلان مسكنه
…
ولا يمر بها إلا على سفر
فهذا يدل على إثباته للقدر.
وكان من تمسكه بعقيدة أهل السنة تحذيره ممن يخالفها، وفي ذات يوم كان في مجلس الإمام مالك، فدخل إبراهيم بن يوسف البلخي، فقام قتيبة بن سعيد البلخي فقال: هذا رجل يرى رأي العراقيين في الإرجاء. . فأمر مالك أن يخرج ويؤخذ. . . فلما رجعا إلى بلخ أخرج قتيبة من بلخ فذهب وأقام ببغلان (2).
ومن هذا تكفيره لبشر المريسي. روى أبو داود السجستاني
(1) 12/ 470
(2)
الإرشاد 1/ 277، 278
في مسائله (1)، قال:"سمعت قتيبة يقول: بشر المريسي كافر".
وهذا المعتقد مطابق تمام المطابقة لمعتقد أهل السنة، ليس فيه ما يخالفه، وبمقارنة بعض ما جاء فيه ببعض معتقد أهل السنة تظهر الموافقة التامة بين المعتقدين.
1 -
قال قتيبة: " والإيمان قول وعمل والإيمان يتفاضل ".
وهذا القول في الإيمان من الأقوال الخاصة بأهل السنة والجماعة، لا يقول به أحد سواهم، فلا تقول به الأشعرية ولا الماتريدية ولا المرجئة ولا المعتزلة ولا غيرهم، فمن قال بهذا القول جانب الفرق كلها في الإيمان.
وأقوال أهل السنة في أن الإيمان قول وعمل وأنه يتفاضل كثيرة جدا، منها:
قول أبي عبيد القاسم بن سلام، قال: " فالأمر الذي عليه السنة عندنا ما نص عليه علماؤنا مما اقتصصنا في كتابنا هذا أن الإيمان بالنية والقول والعمل جميعا، وأنه درجات بعضها فوق بعض (2).
(1) ص: 270
(2)
الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام 66.
وقال ابن أبي حاتم: " سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا، فكان من مذهبهم: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص (1).
2 -
قال قتيبة: " نعرف الله في السماء السابعة على عرشه، كما قال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (2){لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} (3).
وهذه من المسائل المقررة عند أهل السنة، وقد حكى الإجماع فيها غير واحد.
قال عثمان بن سعيد الدارمي في رده على بشر المريسي (4): "وقد اتفقت الكلمة بين المسلمين والكافرين أن الله في السماء".
قال الذهبي في العلو (5): " مقالة السلف وأئمة السنة بل والصحابة والله ورسوله والمؤمنون أن الله عز وجل في السماء، وأن الله على العرش، وأن الله فوق سماواته، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا. وحجتهم على ذلك النصوص والآثار ".
(1) شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/ 176
(2)
سورة طه الآية 5
(3)
سورة طه الآية 6
(4)
25
(5)
107