الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النفع منها ودفع الضر، كل هذا فعلوه، وهذا حال عباد القبور والمشاهد قديما وحديثا. قال تعالى:{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (1).
(1) سورة يوسف الآية 106
أسباب تعظيم القبور والغلو فيها:
عوامل الافتتان بالقبور والأضرحة كثيرة جدا لا تكاد تحصر منها:
1 -
الجهل في الدين، وعدم معرفة التوحيد الخالص، وجهلهم بمدلول كلمة التوحيد " لا إله إلا الله "، فمضمونها يجهله الكثير من الناس حتى المنتسبون للعلم. فمضمونها: لا معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله. ومعظم الناس يفسرونها: بأنه لا خالق ولا رازق ولا مدبر للكون إلا الله. وهذا تعرفه عرب الجاهلية، ويسميه العلماء:" توحيد الربوبية "، وأما توحيد الألوهية فهو إفراد الله بالعبادة، لا معبود بحق إلا الله.
2 -
الجهل بحقيقة العبادة ومدلولها. فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه مما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كالدعاء والنذر والنحر، وقد تقدم ذلك قريبا. فالعبادة تبنى على أصلين اثنين: المتابعة وهي الانقياد للسنة، والثاني: إخلاص العبادة لله وحده.
3 -
تضليل السدنة للعوام والزوار، ويقصون عليهم أحاديث
مكذوبة ملفقة يرفضها كل عاقل، منها: حديث: لو أن أحدكم أحسن الظن بحجر لنفعه. وحديث: إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور. وهناك من يروجها ويدعو الناس إليها فيصدقها الطغام والدهماء من الناس. وقد أطال ابن القيم في ذلك (1).
4 -
تعلق الناس بالقبور والأضرحة؛ لاعتقادهم الجازم بأنها تضر وتنفع وتشفع لهم عند الله؛ ولهذا يفعلون للقبور كل محظور يخالف شرع الله القويم، ولهذا تسكن قلوبهم عند الأضرحة، وتخشع عند القبور، وتطمئن نفوسهم عند المقامات والمزارات بجوار الأموات. وهكذا زين لهم الشيطان أعمالهم فأضلهم عن الهدى.
5 -
تقليد العوام لهؤلاء المروجين للباطل وأتباعهم، على غير هدى من الله، فصدهم ذلك عن الحق فأعمى أبصارهم. قال تعالى:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (2).
6 -
قلة العلماء العاملين في ميدان الدعوة، وندرة الدعاة الذين يحملون دعوة التوحيد وتبليغها للناس. وهذا الصنف من الدعاة قليل جدا، وإن وجدوا يحاربهم دعاة الضلالة ممن يخالفهم. فدعاة الحق وأنصاره قلة. فأقل ما في الأمر أنهم يقيمون الحجة على خلقه بتبليغهم دعوة الحق.
(1) إغاثة اللهفان، ص 233، ج1 راجعه إن شئت.
(2)
سورة التوبة الآية 31