الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفردات:
أَعْجَمِيًّا الأعجمي وصف للكلام الذي لا يفهم، وللمتكلم الذي لا يفصح سواء كان من العرب أو العجم، والعجمي: الرجل الذي ليس من العرب فُصِّلَتْ: بينت بلغتنا حتى نفهمها وَقْرٌ: ثقل في السمع وصمم مُرِيبٍ: شديد الريبة بِظَلَّامٍ: بذي ظلم.
المعنى:
لقد أنزل ربك القرآن على نبيه بلسان عربي مبين، فقال المشركون: لو كان القرآن أعجميّا فرد الله عليهم: ولو جعلناه قرآنا أعجميا بلسان غير عربي لما أعجبهم ذلك، ولقالوا: لولا فصلت آياته! أى: نتمنى لو كانت آياته قد فصلت وبينت بلغتنا العربية، فإنا قوم عرب لا نفهم الأعجمية بحال، أيكون أعجميا والذي أنزل عليه عربي؟
وهكذا موقف المعترض بغير حق، لو كان الشيء خيرا محضا لقال: هلا كان فيه خير وشر! وقد رد الله عليهم بقوله: قل لهم يا محمد: هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم، ويبشر المؤمنين، وينذر الكافرين فهو هدى، وأى هدى! وهو شفاء لما في الصدور وطب للقلوب، وعلاج لأمراض الفرد والمجتمع، علاج وصفه الذي خلق المرض وعلم به، فهل ترى علاجا خيرا منه؟! وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً [سورة الإسراء آية 82] .
والذين لا يؤمنون بالله في آذانهم صمم عن سماع القرآن، ولهذا تواصوا عند سماعه، والقرآن عليهم عمى فكأن بينهم وبين الداعي حجابا كثيفا، أولئك المذكورون
المتصفون بالتعامي عن الحق الذي يشهدونه كأنهم «1»
ينادون من مكان بعيد فهم لا يسمعون إلا دعاء ونداء، ولا يفهمون شيئا.
ولا يهولنك أمرهم واختلافهم في القرآن فتلك عادة الأمم مع أنبيائهم، ولقد آتينا موسى التوراة، وفيها هدى ونور- أى: قبل تحريفها- فاختلف بنو إسرائيل فيها بين مصدق ومكذب ومؤمن وكافر، وهكذا حال قومك فلا تأس ولا تحزن على شيء.
ولولا كلمة سبقت من ربك، وحكم فيها على أمتك بتأخير العقوبة إلى يوم القيامة بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ «2»
لولا هذا الحكم لقضى بين المؤمنين والكافرين باستئصال المكذبين المشركين كما فعل مع الأمم السابقة، وإن كفار قومك لفي شك من القرآن مريب يوجب القلق والاضطراب، وهذا حكم عام: من عمل صالحا فلنفسه بغى الخير، ومن أساء فإساءته على نفسه وحده، وما ربك بذي ظلم للعباد فهو يجازى المحسن على إحسانه لا ينقص منه شيء، ويجازى المسيء على إساءته بلا زيادة ولا نقصان إذ هو أحكم الحاكمين.
(1) وهذا تمثيل لحالهم من عدم فهمهم وانتفاعهم بما دعوا إليه بمن نودي من مسافة نائية بعيدة فهو يسمع الصوت ولا يفهم.
(2)
سورة القمر آية 46.