الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفردات:
نُودِيَ لِلصَّلاةِ: أذن لها. يَوْمِ الْجُمُعَةِ: هو اليوم المعروف من أيام الأسبوع، وتصلى فيه صلاة الجمعة. فَاسْعَوْا: فامضوا إلى ذكر الله بقصد حسن. وَذَرُوا الْبَيْعَ: اتركوه. قُضِيَتِ الصَّلاةُ: أديت وفرغ منها.
انْفَضُّوا إِلَيْها: أسرعوا لها.
المعنى:
خاطب الله- سبحانه وتعالى المؤمنين خاصة بهذا النداء تشريفا لهم وتكريما، وليعلموا أن إيمانهم يقتضى الإسراع في إجابة هذا الطلب وتحقيق هذا الأمر، يا أيها المؤمنون: إذا أذن لصلاة الجمعة في يوم الجمعة فالواجب عليكم أن تسعوا إلى ذكر الله سعيا يتحقق به شهود الصلاة وحضورها والحصول على الثواب كاملا، والمطلوب هو السعى بالأقدام والعمل مع الإخلاص بقلوب ذاكرة، ونفوس راغبة في الحضور والمشاهدة بين يدي الله جل جلاله.
اسعوا إلى ذكر الله، وذروا البيع والشراء وما شابههما.
ومن الذي تجب عليه الجمعة ويجب عليه السعى لها؟ هم الرجال المقيمون الأحرار الذين لا عذر لهم، وما المراد بهذا النداء؟ هل هذا الأذان الأول أو هو الأذان بين يدي الخطيب؟ الذي كان أيام النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يؤذن المؤذن بين يديه ثم يقيم الصلاة، والأذان الأول حصل أيام عثمان، وعلى ذلك فالمراد هو الأذان الثاني لا الأول، ولكن في الواقع أن الاستعداد المعقول في هذه الأيام يقتضى أن نترك البيع ونسعى للصلاة عند سماع الأذان الأول حتى يكمل الاستعداد بهدوء وطمأنينة.
وقد ورد حديث عن النبي- عليه السلام: «من ترك الجمعة ثلاث مرّات تهاونا بها طبع الله على قلبه»
والجمعة كأى صلاة يلزمها الوضوء والطهارة، ويسن لها الغسل.
فإذا قضيت الصلاة، وفرغتم منها فانتشروا في الأرض للتجارة والتصرف في حوائجكم، وابتغوا من فضل الله، واذكروا الله كثيرا رجاء أن تكونوا من الفالحين
وروى عن بعضهم أنه كان يقول عقب صلاة الجمعة: اللهم إنى أجبت دعوتك وصليت فريضتك، وانتشرت كما أمرتنى، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين.
روى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من الشام فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا، فأنزلت هذه الآية: وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً.
قل لهم: ما عند الله من الثواب الجزيل والفضل العميم والرزق الواسع، والبركة التي يعطيها بعض عباده خير من اللهو ومن التجارة التي تسرعون إليها قصدا، والله وحده خير الرازقين. فاطلبوا منه الرزق، واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيرى الدنيا والآخرة.