الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب فيما أمر الله تعالى به الأنبياء صلى الله عليهم أن يبلغوه العباد
1222 -
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا هدبة بن خالد القيسي، حدثنا أبان بن يزيد العطار، حدثنا يحيى بن أبي كثير: أن زيداً حدثه: أن أبا [سلام](1) حدثه (2):
أَنَّ الحارِث اْلأَشْعَريَّ حدَّثَهُ- يَعْنِي أَبَا مَالِكٍ - أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الله -جَلَّ وَعَلَا- أَمَرَ يَحْيَى بنَ زَكَريا بِخَمْسِ كلمَاتٍ يَعْمَلُ بِهِنَّ، وَيَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أنْ يَعْمَلُوا بِهِن، وَأَنَّ عِيسَى قَالَ لَهُ: إِنَّ اللهَ أمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تَأمُرَهُمْ، وَإِما أَنْ آمُرَهُمْ. قَالَ: أَيْ (3) أَخِي إِنِّي أخَافُ إِنْ لَمْ آمُرْهُمْ أنْ أعَذَّبَ أَوْ يُخْسَفَ بى. قَالَ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتى امْتَلأ، وَجَلَسُوا عَلَى
= فيه جرحاً ولا تعديلا، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"7/ 130،
ووثقه ابن حبان، وقال الذهبي في كاشفه:"وثق". وباقي رجاله ثقات. وسليم بن جابر وقال البخاري: جابر بن سليم أصح، وكذا ذكره البغوي، والترمذي، وابن حبان وغيرهم. وترجمه ابن حجر في تهذيبه في الكنى فقال: "أبو جري الهجيمي، اسمه جابر بن سليم، وقيل: سليم بن جابر، له صحبه
…
".
والحديث في صحيح ابن حبان 2/ 237 برقم (521) بتحقيقنا، وهو في الإحسان 1/ 364 - 365 وفيه أكثر من تحريف. وقد خرجناه أيضاً 2/ 239 برقم (522) من طريق أخرى لم يذكرها الهيثمي كعادته.
والحديث تقدم برقم (866) وهناك تم تخريجه.
(1)
ما بين حاصرتين سقط من الأصلين واستدركناه من مصادر التخريج.
(2)
في (س): "أن حارثاً". وليس في الإحسان "يعني أبا مالك".
(3)
أداة نداء، ينادى بها القريب.
الشُّرُفَاتِ، فَوَعَظَهُمْ وَقَالَ: إنَّ الله-جَلَّ وَعَلا- أمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَعْمَلُ بِهِنَّ، وَآمُرُكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ: أَوَّلُهُنَّ أنْ تَعْبَدُوا الله وَلا تُشْركُوا بِهِ شَيْئَاً، وَمَثَلُ ذلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْداً بِخَالِصِ مَالِهِ، بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ، فَقَالَ لَهُ: هذِهِ دَارِي وَهذَا عَمَلِي، فَجَعَلَ الْعَبْدُ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إلى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ هكَذَا؟ وَإن اللهَ خَلَقَكُم وَرَزَقَكُمْ، فَاعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً. وَآمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ، فَلَا تَلْتَفِتُوا، فَإنَّ الْعَبْدَ إذَا لَمْ يَلْتَفِتِ (1)، اسْتَقْبَلَهُ -جَلَّ وَعَلَا- بِوَجْهِهِ. وَآمُرُكُمْ بالصِّيام، وَإنَّما مَثَلُ ذلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَجِدُوا رِيحَهَا، فَإنَّ [رِيحَ](2) الصَّائِمِ عِنْدَ الله أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ. وَآمُرُكُمْ بالصَّدَقَةِ، وَإنَّ مَثَلَ ذلِكَ كَمَثَلِ رَجُل أَسَرَهُ الْعَدُوُّ فَاأَوْثَقُوا يدَهُ إلَى عُنُقِهِ وَأًرَادُوا أَنْ يَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْدِيَ نَفْسِي؟ فَجَعَلَ يُعْطِيهِمُ الْقَلِيلَ وَالْكَثِيرَ لِيَفُكَّ نَفْسَهُ مِنْهُمْ. وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ الله، فَإنَّ مَثَلَ ذلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعاً فِي أَثَرِهِ (3) فَأَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ فِيهِ، فَكَذلِكَ الْعَبْدُ لا
(1) يقال: التفت إلى الشيء، إذا صرف وجهه إليه، والتفت عنه: أعرض، والتفت بوجهه: مال به.
(2)
سقطت من الأصلين، واستدركت من مصادر التخريج.
(3)
جاء في أثره: أي: في عقبه.
يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَاّ بِذِكْرِ الله". قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وَأنا آمُرُكُمْ بِخَمْس أَمَرَنِيَ الله بِهَا: الْجَمَاعَةُ، وَالسَّمْعُ، وَالطَّاعَة، وَالْهِجْرَةُ، وَالْجِهَادُ فِى سَبِيل الله. فَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةِ اْلإسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَاّ أَنْ يُرَاجِعَ. وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِن [جُثَا] (1) جَهَنَّمَ". قَالَ رَجُل: وَإنْ صَامَ وصلَّى؟. قَالَ: "وَإنْ صَامَ وَصَلَّى. فَادْعُوا بِدَعْوَى الله الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عَبَادَ الله"(2).
(1) جُثَا: جمع جُثْوة، وهي الشيء المجموع. وقال ابن الأثير في النهاية 1/ 239:"وتروى هذه اللفظة (جُثِيّ) بتشديد الياء، جمع جاث، وهو الذي يجلس على ركبتيه" وهي ساقطة من الأصلين، وقد جاءت في الإحسان، وعند الطبراني، وابن منده "جثاء".
(2)
إسناده صحيح، وزيد هو ابن سلام بن أبني سلام ممطور الحبشي. وقد فصلنا القول في صحايي هذا الحديث في مسند أبي يعلى الموصلي 3/ 140 - 142 وهناك أيضاً استوفينا تخريجه. والحديث في الإحسان 8/ 43 - 44 برقم (6200).
وأخرجه الطبراني في الكبير 3/ 287 برقم (3428) من طريق أحمد بن داود المكي، حدثنا موسى بن إسماعيل.
وأخرجه ابن منده في الإيمان برقم (212) باب ذكر ما يدل على أن أداء الوضوء من الإيمان
…
من طريق إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا يحيى بن حماد، كلاهما حدثنا أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد.
وصححه ابن خزيمة 3/ 195 - 196 برقم (1895).
وقال ابن منده: "رواه موسى بن خلف وغيره. ورواه محمد بن شعيب، وأبو توبة، وغير واحد عن معاوية بن سلام، عن زيد، عن أبني سلام، عن الحارث. أخرجناه في غير هذا الموضع. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وروي من حديث أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه.
وقال ابن المبارك: عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده، عن رجل من الصحابة أراه أبا مالك الأشعري".
وأخرجه الطبراني برقم (3429، 3431) من طريقين: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا ابن المبارك، عن معمر،
وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (3427) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا خلف بن موسى بن خلف، حدثنا أبي، كلاهما عن يحيى بن أبى كثير، به.
وأخرجه النسائي في الكبرى- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 3 برقم (3274) - من طريق هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب بن شابور.
وأخرجه الطبراني برقم (3430) من طريق محمد بن عبدة المصيصي، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، كلاهما حدثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، به، ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي، و "جامع الأصول" 9/ 546.
وسيأتي هذا الحديث ثانية برقم (1550) فانظره مع التعليق عليه.