الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
31 - باب ما جاء في الغيرة وغيرها
1313 -
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا مسدد بن مسرهد، حدثنا محمد بن أبي عدي، عن الحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن ابن عتيك الأنصاري.
عَنْ أَبِيهِ (1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم (99/ 1): "إنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ (2) مَا يُحبُّ الله، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ الله. فَأمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ، فَالْغَيْرَةُ فِي الله (3)، وَأمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ الله (4). وَإنَّ مِنَ الْخُيَلاءِ مَا يُحِبُّ الله، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ الله. فَأَمَّا الْخُيَلاءُ الَّتِي يُحِبُّ الله أنْ يَتَخَيَّل الْعَبْدُ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَأنْ يَتَخَيَّلَ عنْدَ
(1) كذا جاء في رواية أبي بكر بن أبي شيبة، ورواية حرب بن شداد عند الطبراني. وجاء "ابن جابر بن عتيك" في رواية عثمان بن أبي شيبة، وحرب بن شداد عند أحمد، والأوزاعى، وفي رواية أبان بن يزيد العطار أيضاً. وانظر مصادر تخريج الحديث.
(2)
الغَيْرَةُ: الحمية والأنفة، يقال: رجل غيور، وامرأة غيور، لأن "فعولاً" يشترك فيه المذكر والمؤنث.
وقال ابن فارس في" مقاييس اللغة" 4/ 403 - 404: "الغين والياء والراء أصلان صحيحان يدل أحدهما على صلاح وإصلاح ومنفعة، والأخر على اختلاف شيئين. فالأول: الغِيرَةُ وهي الميرة، بها صلاح العيال. يقال: غِرْتُ أهلي غِيرَةً وغياراً أي: مِرْتُهُم ...... والأصل الآخر قولنا: هذا الشيء غير ذاك أي: هو سواه وخلافه ...... ".
(3)
عند أحمد، والطبراني، والبيهقي:"فالغيرة في ريبة".
(4)
عند أحمد، والطبراني، والبيهقي:"فالغيرة في غير ريبة".
الصَّدَقَةِ، وأمَّا الْخُيَلَاءُ الّتِي يُبْغِضُ الله فَالْخُيَلَاءُ لِغَيْرِ الدِّينِ" (*)(1).
(*) عند أحمد: "الخيلاء في البغي، أو قال: في الفخر"، وفي أخرى:"الخيلاء في الفخر والكبر أو كالذي قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم".وفي ثالثة "فاختيال الرجل في الفخر والبغي".
وعند الطبراني: "فاختياله في البغي والفجور". وفي ثانية "فاختيال الرجل في البغي والفجور". وفي ثالثة: "الخيلاء في البغي، أو في الفجور". وعند البيهقي: "الخيلاء في الباطل".
(1)
إسناده جيد. جابر بن عتيك روى عنه ابناه: عبد الرحمن، وأبو سفيان.
أما عبد الرحمن فما رأيت فيه جرحاً، وروى عنه أكثر من واحد، وصحح حديثه ابن حجر في الإصابة 2/ 47 - 48 وصححه قبله ابن حبان.
وأما أبو سفيان فقد ترجمه البخاري في الكبير 9/ 39 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 381، وصحح حديثه ابن حبان، والحاكم، ووافقه الذهبي، وابن حجر في الإصابة 2/ 47 - 48 فأيهما كان الراوي عن أبيه فالإسناد جيد.
وقال الحافظ في الإصابة 2/ 47 - 48 وهو يذكر الدليل على ترجيح رواية مالك في الجنائز (16) باب: النهي عن البكاء على الميت وأن صحابي الحديث هو جابر ابن عتيك: "ويرجحها ما روى أبو داود، والنسائي، من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن ابن جابر بن عتيك، عن أبيه، مرفوعاً: أن من المغيرة ما يبغض الله .... الحديث، وإسناده صحيح".
والحديث في صحيح ابن حبان 1/ 452 - 453 برقم (295) بتحقيقنا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 4/ 419 - 420 باب: في الغيرة وما ذكر فيها -ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 190 برقم (1776) - من طريق محمد بن بشر. وأخرجه أحمد 5/ 445 من طريق إسماعيل، كلاهما حدثنا حجاج الصواف، بهذا الإسناد. وعندهما "ابن جابر بن عتيك، عن أبيه
…
".
ولفظ ابن أبي شيبة: "من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي يبغض الله، فالغيرة في غير ريبة". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أحمد 5/ 445، والطبراني في الكبير 2/ 189 - 190 برقم (1773) من طريق حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وعند أحمد: "أن ابن جابر بن عتيك، أن أباه أخبره- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
…
".
وأخرجه أحمد 5/ 446، وأبو داود في الجهاد (2659) باب: في الخيلاء في الحرب، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص (501)، والطبراني في الكبير 2/ 189برقم (1772) من طرق: حدثنا أبان بن يزيد. وأخرجه النسائي في الزكاة 5/ 78 - 79 باب: الاختيال في الصدقة، والدارمي في النكاح 2/ 149 باب: في الغيرة، والطبراني 2/ 190 برقم (1774، 1775)، والبيهقي في القسم والنشوز 7/ 308 باب: غيرة الأزواج وغيرهم عند الريبة، من طريق الأوزاعي.
وأخرجه الطبراني في الكبير 2/ 190 برقم (1777) من طريق شيبان، جميعهم
عن يحيى بن أبي كثير، به. وسيأتي برقم (1666).
وانظر"تحفة الأشراف" 2/ 403 برقم (3174)، وجامع الأصول 1/ 417. وسنن
سعيد بن منصور 2/ 252.
ويشهد له حديث عقبة بن عامر عند أحمد 4/ 154 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن عبد الله بن زيد الأزرق، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
وهذا إسناد جيد، عبد الله بن زيد الأزرق ترجمه البخاري في الكبير 5/ 92 - 93 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 58 ولم يجرحه أحد فيما علمت، ووثقه ابن حبان، وِباقي رجاله ثقات.
كما يشهد له حديث أبى هريرة عند ابن ماجه في النكاح (1996) باب: الغيرة، من طريق محمد بن إسماعيل، حدثنا وكيع، عن شيبان النحوي أبي معاوية، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سهم (أبى شهم)، عن أبي هريرة" قال: قال رسول الله
…
وقال المزي في "تحفة الأشراف" 11/ 83:" أبو سهم وهو وهم، والصواب: أبو سلمة"، وإذا كان ذلك كذلك، فالإسناد صحيح.