الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: "أن أصلي"؛ أي: في أن أصلي.
وإنما قدم أنس رضي الله عنه هذا القول على روايته؛ لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل؛ ليدل السامعين على: الحفظ، والاهتمام به، وليحقق عندهم المراقبة؛ لاتباع أفعاله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: "حتى يقولَ القائلُ: قد نسيَ"؛ تنبيه على: تطويل فعله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: حتى يقول القائل؛ في الاعتدال، والجلوس بين السجدتين، على العادة فيه، والمشروع؛ فيحمل القائل فعله صلى الله عليه وسلم على النسيان، لا على المشروع.
وفي هذا الحديث نص صريح على أن الاعتدال من الركوع ركن طويل، وكذلك الجلوس من السجدة الأولى، فلا يجوز العدول عنه لقول من قال: إنهما ركن قصير؛ بدليل أن التسبيحات لم يسن فيه استرسالًا كما سنت القراءة في القيام، والتسبيحات في الركوع والسجود مطلقًا.
وفيه دليل: على إحياء السنن إذا أميتت، والإنكار على مخالف السنة.
وفيه: البيان بالفعل، والتنبيه عليه بالقول، والله أعلم.
* * *
الحديث التاسع
عَنْ أنس بْنِ مالِكِ رضي الله عنه قَالَ: ما صلَّيْتُ وَراءَ إمامٍ قَط أَخَفَّ صَلاةً، وَلا أتَمَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).
اعلم أن المطلوب في كل أمر العدلُ، وهو الوسطُ في كل شيء، وهذا الحديث من هذا، فيدل على طلب أمرين في الصلاة: التخفيفُ في حق الإمام، مع الإتمام، وعدم التقصير، وذلك هو الوسط العدل، والميلُ إلى أحد الطرفين
= العرب" لابن منظور (14/ 72).
(1)
رواه البخاري (676)، كتاب: الجماعة والإقامة، باب: مَنْ أَخَفَّ الصلاة عند بكاء الصبي، ومسلم (469)، كتاب: الصلاة، باب: أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام.