الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحكمة من مشروعية اللعان:
أن الرجل قد يبتلى بامرأة تفسد فراشه بالزنا فيعظم عليه إشهاد شهود عليها وقتئذ حيث يلحقه العار بذلك، وإن قذفها وليس له بينة أقيم عليه الحد، وإن سكت قد يلحقه من ذلك نسب غيره، فشرع له اللعان خروجًا من ذلك، لهذا لما نزلت آية اللعان قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجًا ومخرجا" فقال هلال: قد كنت أرجو ذلك من ربي (1).
شروط اللعان:
يشترط لصحة اللعان ما يلي:
1 -
أن يقذف الزوج زوجته بالزنا في القبل أو الدبر، أو ينفي حملها أو ولدها.
2 -
قيام الزوجية بين المتلاعنين فلو قذف أجنبية ولم تكن لديه بينة حد حد القذف (2). ولا يشترط الدخول بالزوجة فلو قذف امرأته قبل أن يدخل بها جاز له ملاعنتها بالإجماع (3).
3 -
أن تكذبه الزوجة في قذفه لها ولا تكون لديه بينة على ما ادعاه ويستمر ذلك إلى انقضاء اللعان (4).
4 -
أن يكون الزوجان مكلفين أي بالغين عاقلين. قال ابن المنذر: وأجمعوا على أن الصبي إذا قذف امرأته أنه لا يضرب ولا يلاعن (5).
(1) رواه أحمد (1/ 238)، وأبو داود برقم (2256)، وأبو يعلى [5/ 124 (2740)].
(2)
بدائع الصنائع (3/ 241)، جامع الأمهات (ص: 314، 317)، الوسيط (6/ 89).
(3)
الإقناع في مسائل الإجماع لابن قطان (2/ 67).
(4)
كشاف القناع (5/ 394).
(5)
الإجماع (ص: 85).
5 -
الإِسلام (1): أما الإِسلام فهو شرط لصحة اللعان في الرجل عند الحنفية والمالكية؛ لأنه شهادة وغير المسلم ليس من أهلها. وعند الشافعية والحنابلة يصح لعان غير المسلم لعموم قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} (2)، ولأن اللعان أيمان بدليل قوله صلى الله عليه وسلم:"لولا الأيمان لكان لي ولها شأن"(3). والأيمان تكون من غير المسلمين كما في حديث القسامة.
6 -
أن يكون بالصيغة التي ورد بها الشرع أشهد في الأربع مرات منه ومنها واللعن منه في الخامسة والغضب منها، فيقول: أشهد بالله أني لمن الصادقين فيما رميت به امرأتي هذه من الزنا مشيرًا إليها إن كانت حاضرة وإن لم تكن حاضرة بالمجلس سماها ونسبها بما تتميز به حتى تنتفي المشاركة بينها وبين غيرها ويعيد قوله أشهد بالله الخ مرة بعد أخرى حتى يكمل ذلك أربع مرات، ثم يقول في المرة الخامسة أن لعنة الله عليَّ إن كنت من الكاذبين فيما رميتها به من الزنا، ثم تقول هي أشهد بالله أن زوجي هذا لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا وتشير إليه إن كان حاضرًا بالمجلس وإن كان غائبا عن المجلس سمته ونسبته كما تقدم وتكرر ذلك أربع مرات ثم تقول في الخامسة: وأن غضب الله عليَّ إن كان من الصادقين فيما رماني من الزنا.
(1) بدائع الصنائع (3/ 242)، جامع الأمهات لابن الحاجب (ص: 314، 317)، الشرح الصغير (3/ 495، 508)، الوسيط (6/ 88)، الإفصاح لابن هبيرة (2/ 168)، كشاف القناع (5/ 394).
(2)
سورة النور: 6.
(3)
رواه أبو داود برقم (2256)، وأحمدُ (1/ 238)، وأبو يعلى [5/ 124 (2740)]، والبيهقيُّ (7/ 394). قال الحافظ في التلخيص (3/ 227):"أحمد وأبو داود من حديث بن عباس هكذا ورواه البخاري بلفظ لولا ما مضى من كتاب الله وهو طرف من حديث بن عباس في قصة هلال". وقال ابن الملقن في الخلاصة (2/ 234): "رواه أبو داود وكذلك البخاري بلفظ لولا ما مضى من كتاب الله كلاهما من رواية ابن عباس".