الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يصلحها أو إقامة من يرعاها في ذلك (1) وهذا مما هو مجمع عليه بين الفقهاء (2) لما رواه ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض" متفق عليه (3).
وهذا ما أفتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية في فتواها رقم (13703)(4).
وإن عجز عن الإنفاق عليها أو أبى ذلك أجبر عليه أو على بيعها أو ذبحها إن كانت مما يذبح لرفع الضرر عنها (5).
حكم تعذيب البهائم وتكليفها ما لا تطيق:
يحرم تعذيب البهائم وتحميلها ما لا تطيق، ولا يجوز أتخاذ ظهرها مجالس؛ لأن ذلك من قبيل التعذيب، والأصل في ذلك ما تقدم من حديث ابن عمر:"عذبت امرأة في هرة" الحديث، وحديث أبي سعيد الخدري:"لا ضرر ولا ضرار" الحديث. ولحديث شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء" الحديث رواه مسلم (6)، وحديث سهل بن عمرو رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال: "اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة واركبوها صالحة، وكلوها صالحة" رواه أبو داود (7). وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن
(1) روضة الطالبين (9/ 120)، المغني (9/ 317).
(2)
مختصر اختلاف العلماء (3/ 407).
(3)
صحيح البخاري برقم (2236) و (3295) وصحيح مسلم برقم (2242).
(4)
21/ 189.
(5)
روضة الطالبين (9/ 120)، المغني (9/ 317).
(6)
صحيح مسلم برقم (1955).
(7)
سنن أبي داود برقم (2548). وصحح إسناده الإمام النوويّ في المجموع (4/ 273).
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر؛ فإن الله عز وجل إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم" رواه أبو داود (1). وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم رواحل فقال لهم: "اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرًا لله تبارك وتعالى منه"(2).
وقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية بتحريم تجويع الحيوان في فتواها رقم (16655)(3).
(1) سنن أبي داود برقم (2567). وجود إسناده الإمام النوويّ في المجموع (4/ 272).
(2)
رواه أحمد (3/ 439)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 140):"رواه أحمد وإسناده حسن".
(3)
21/ 191.