الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخ من أهل البصرة كان له فضل، وكان له سن: أنَّ داود عليه السلام قال: أي ربِّ! كيف لي أن تحببني في أهل الدنيا البر والفاجر؟ قال: يا داود! تصانع أهل الدنيا لدنياهم، وتحب أهل الآخرة لآخرتهم، وتختار إليك دينك (1).
يعني: فإنك إذا بلغت ذلك لا يضرك من ضل إذا اهتديت.
وفي ضد هذا المعنى: ما رواه أبو نعيم عن أبي طيبة الجرجاني قال: قلت لكرز بن وبرة رحمه الله: ما الذي يبغضه البر والفاجر؟ قال: العبد يكون من أهل الآخرة ثم يرجع إلى الدنيا (2).
قلت: سبب بغض الأبرار له إعراضهُ عن طلب الآخرة، وحبه الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة، وسبب بغض الفجار له أنه زاحمهم -لرجوعه إلى الدنيا- على مطلوبهم.
*
فائِدَةٌ ثالِثَةَ عَشْرَةَ:
روى الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، وابن باكُويه الشيرازي في "الألقاب" عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الفَاجِرُ الرَّاجِيْ لِرَحْمَةِ اللهِ أَقْرَبُ مِنْهَا مِنَ العَابِدِ الْمُقْنِطِ"(3).
(1) انظر: " الدر المنثور" للسيوطي (7/ 171).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 180).
(3)
رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(1/ 93)، وكذا الديلمي في "مسند الفردوس"(4427).