الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حرف الميم)
"
ما
"
أنشد فيه، وهو الإنشاد التسعون بعد الأربعمائة:
(490)
لمَا نافعٍ يسْعَى اللبّيبُ فَلا تَكُنْ
…
لِشَيءٍ بًعِيد نَفْعُهُ الدّهْر سَاعِيًا
على أن "ما" نكرة موصوفة بنافع بمعنى شيء، وبعيد بالجر صفة جرت على غير من هي له، ونفعه فاعل بعيد، والدهر: ظرف لما بعده.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الأربعمائة:
(491)
رُبّما تَكْرهُ النفُوسُ من الأمْر
…
لهُ فرجةٌ كحلّ العقالِ
على أن "ما" يه أيضًا نكرة موصوفة، وقد أورده سيبويه في كتابه مرتين لذلك ال: رب لا يكون بعدها إلا نكرة، قال الأعلم: استشهد به على أن ما نكرة بتأويل شيء، ولذلك دخلت عليها رُبّ، لأنها لا تعمل إلا في نكرة، ولا تكون "ما" نا كافة، لأن في" تكره" ضميرًا عائدًا عليها ولا يضمر إلا الاسم، وكذلك الضمير في له عائد عليها، والمعنى: ربّ شيء تكرهه النفوس من الأمور الحادثة الشديدة وله فرجة تعقب الضيق والشدة كحل عقال المقيد. والرجة، بالفتح في الأمر، وبالضم في الحائط ونحوه. انتهى. ومثله في"إيضاح الشعر" لأبي على قال فيه:"ما" اسم منكور يدل على ذلك على ذلك دخول رب عليه، ولا يجوز أن تكون كافة كالتي في قوله تعالى:(ربما يود الذين كفروا)[الحجر/2] لأن الذكر
قد عاد إليها من قوله: له فرجة فلا يجوز مع رجوع الذكر أن تكون حرفًا، فالهاء في قولهط تكره" مرادة، والتقدير: تكرهه النفوس، وفرجة: مرتفعة بالظرف، وموضع الجملة جر. انتهى. وبقى كلام فيه فوائد شى أوردناه في الشاهد السابع والثلاثين بعد الأربعمائة من شواهد الرضى.
والبيت من قصيدة طويلة لأمية بن أبي الصلت ذكر فيها قصص الأنبياء وذكر فيها قصة إبراهيم وإسحاق عليهما السلام، وزعم أنه هو الذبيح، وهو قول مشهور للعلماء، وهذه أبيات منها إلى البيت الشاهد:
قال يا أبي إني نذرتك للهِ
…
شحيطًا فاصبر فدى لك خالي
فأجاب الغلام أن قال فيهِ
…
كل شيء لله غير التحالِ
أبي إني جزيتك باللهِ
…
تقيًا به على كل حالِ
فاقض ما قد نذرت لله واكففْ
…
عن دمي أن يمسه سربالي
واشدد الصفد أن أحيدَ
…
من السكين حيد الأسير ذي الأغلالِ
إنني آلم المح وإني
…
لا أمس الأذقان ذات السبالِ
وله مدية نجيل في اللحم
…
هذام جلية كالهلالِ
بينما يخلع السرابيل ابنك إني
…
للذي قد فعلتما غير قاليِ
والد يتقي وآخر مولود
…
فطار منه بسمع معالِ
ربما تكره النفوس من الأمرِ
…
له فرجة كحل العقالِ
قال جامع ديوانه: جزيتك بالله: أطعتك بالله لما تقدم لك عندي. انتهى. والصفد: الحبل الذي يربط به، وقوله: أن أحيد، أي: خشية أن أحيد مضارع حاد عنه، أي مال عنه، وقوله: لا أمس الأذقان قال: إن كان ذبحتي
لم أمسس ذقن إني لا أجزع، ولا أمنعك. انتهى. وذقن الإنسان مجمع لحيه، وأصل في الجمل يحمل الثقيل، فلا يقدر على النهوض، فيعتمد بذقته على الأرض، والبال: جمع سبة، وقوله: وله مدية الخ. قال: المدية السكين، تخيل: تمضي فيه من الخيلاء، والهدام: القاطعة السريعة، وجلية. انتهي. وجلاب بضم الجيم بمعنى جليل، وقال: السمع بالكسر: الذكر: الذكر، يقال: إن له لسمعًا حسنًا، أي: للذكرًا، والمعال: الشريف المرتفع، أي صار لهما شرفًا يذكرون به. انتهى.
وترجمة أمية بن أبي الصلت تقدمت في الأنشاد الواحد بعد الأربعمائة.
ووجدت البيت الشاهد في شعر لحنيف بن عمير اليشكري قاله لما قتل حكم بن الطفيل يوم اليمامة وهو:
يا سعاد الفؤاد بنت أثالِ
…
طال ليلي بفتنه الرحالِ
إنها ياسعاد من حدث الدهرِ
…
عليكم كفتنه الدجالِ
إن دين الرسول ديني وفي القومِ
…
رجال على الهدى أمثاليِ
أهلك القوم محكم بن طفيل
…
ورجال ليسوا لنا برجالِ
ربما تجزع النفوس من الأمر
…
وحنيف بالتصغير، قال ابن حجر: هو مخضرم ذكره المزباني، وروى. له هذه الأبيات عمر بن شبة، ووجد أيضًا في أبيات لأعرابي وهي:
ياقليل العزاء في الأهوالِ
…
وكثير الهموم والأوجالِ
اصبر النفس عند كل ملمِ
…
إن في الصبر حيلة المحتالِ
لا تضيقن بالأمر فقد
…
يكشف ماؤها بغير احتيالِ
ربما تكره النفوس من الأمر .. البيت.
قال الصاغاني في" العباب": قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء وكان قد هرب من الحجاج إلى اليمن يقول: كنت مختفيًا لا أخرج بالنهار، فطال على