الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده:
أَنْورًا سَرْعَ مَاذَا يَا فَرُوقُ
وتقدَّم شرحه في الإنشاد التاسع والتسعين بعد الأربعمائة.
وَأَنْشَدَ بَعْدَهُ، وهو الإنشاد الثامن عشر بعد الخمسمائة:
مَتى مَا تُنَاخِي عِنْدَ بَابِ ابْنِ هَاشِمٍ
…
تُرَاحِي وَتَلْقَيْ مِنْ فَوَاضِلِه نَدَا
على أنَّ ما زائدة، وتناخي بكسر الخاء مجزوم بمتى حذفت النون للجزم، وهو فعل مضارع بالبناء للمجهول من الإناخة، يقال: أناخ الرجل الحمل فَبَرَكَ وتنوّخ، ولا يقال: ناخ، بل قد يقال: استناخ، كذا في "المصباح" وتُراحي جزاء الشرط مجزوم مثله بحذف النون وهو بكسر الحاء بالبناء للمفعول، ومعناه: يحصل لك الراحة وهي زوال المشقة والتعب، يقال: أرحته فاستراح، وتلقي معطوف على الجزاء مجزوم بحذف النون أيضًا، وهو بفتح القاف من لقيته من باب تعب، وكل شيء استقبل شيئًا أو صادفه، فقد لقيه، وفي "القاموس": الفواضل: الأيادي الجسيمة والجميلة، والندى: بالفتح والقصر: الخير والإحسان.
وابن هاشم أراد به النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو جد والده صلى الله عليه وسلم، واسمه عمرو، وسمّي هاشمًا، لأنه كان يهضم الثريد للفقراء أيّام القحط والجَدْب، قال الشاعر:
عَمْرُو الذي هَشم الثَّرِيد لِقَوْمِهِ
…
وَرِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ
والبيت من قصيدة للأعشى ميمون البكري الذي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يوفّق للإسلام، وتقدَّم شرح أوَّلها إلى بيت بعد هذا البيت بعضها في الإنشاد الخامس والخمسين بعد الثلاثمائة، وبعضها في الخامس والثمانين بعد الأربعمائة، وبقي شاهد منها نشرحه إن شاء الله تعالى مع ما بقي من القصيدة في حرف الألف. والأعشى هو أوَّل من وعد ناقته بالخير والجميل إذا بلغته إلى ممدوحه، وتبعه الفرزدق، فقال يخاطبها:
إلى مَ تَلَفَّتِينَ وَأَنْتِ تَحْتِي
…
وَخَيْرُ النَّاسِ كُلُّهُمُ أَمِامِي
مَتَى تَرِدِي الرُّصَافَةَ تَسْتَرِيحِي
…
مِنَ التَّصْدِيرِ وَالدَّبَرِ الدَّوِامِي
وأوَّل من وعدها بالسوء والشرّ المرأة الغفارية المأسورة بمكّة وقد نجت على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إني نذرت إن نجوت عليها أن أنحرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لبئسما جزيتها" وقال صلى الله عليه وسلم: "لا نذر في معصية الله جلّ وعزّ، ولا نذر للإنسان في ملك غيره"، وتبعها الشمّاخ فقال:
رَأَيْتُ عَرَابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو
…
إِلَى الخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ
إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لمَجْدٍ
…
تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِاليَمِينِ
إذَا بَلَّغْتِني وَحَمَلْتِ رَحْلي
…
عَرَابَةَ فَاشْرَقي بِدَمِ الوَتِيِنِ
وقد تبع أبو نواس الفرزدق، وردَّ على الشمّاح في قوله:
أقُولُ لِنَاقَتِي إذْ قَرَّبَتْني
…
لَقَدْ أَصْبَحْتِ عِنْدِي بِاليَمِينِ
فَلَمْ أَجْعَلْكِ لِلْغِرْبَانِ نُحْلًا
…
وَلَا قُلْتُ اشْرَقي بِدَمِ الْوَتِينِ