المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الخمسمائة: - شرح أبيات مغني اللبيب - جـ ٥

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّالث بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّابع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّامن بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التّاسع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الأربعمائة:

- ‌لَاتَ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الأربعمائة:

- ‌(لَوْ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّابع عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثَّامن عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الأربعمائه:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌لولا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌لوما

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌لمْ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌(لما)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الأربعمائة:

- ‌لَنْ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الأربعمائة:

- ‌(لَيْتَ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الأربعمائة:

- ‌(لعَلَّ)

- ‌أنشد فيه وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والسبّعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌لكن

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌لكن

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌(لَيْسَ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌(حرف الميم)

- ‌ما

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتشعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعدَهُ، وهو الإنشاد السابع عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وَأَنْشَدَ بَعْدَهُ، وهو الإنشاد الثامن عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌ من

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌(منْ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌(مَهْمَا)

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الأربعون بعد الخمسمائة:

الفصل: ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الخمسمائة:

وأنشد بعده:

رُبَّمَا الجَاهِلُ المُؤَبَّلُ فِيهِمْ

تمامُه:

وعَنَاجِيحُ بينَهُنَّ المِهَارُ

وتقدَّم شرحه في الإنشاد الرابع عشر بعد المائتين.

وأنشد بعده:

كمَا سيفُ عَمْرٍو لمْ تخُنْهُ مَضَارِبُهْ

صدره:

أخٌ ماجِدٌ لَمْ يخزِني في يومَ مشهدٍ

وتقدَّم الكلام عليه في الإنشاد الثالث والتسعين بعد المائتين.

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الخمسمائة:

فَلَئِنْ صِرْتَ لا تُحِيرُ جَوَابًا

لَبِمَا قَدْ تُرَى وَأَنْتَ خَطِيبُ

على أنَّ ما كفّت الباء عن العمل، قال أبو حيان في "شرح التسهيل": قال المصنف في الشرح: وتحدث ما الكافة في الباء معنى ربما فمعنى:

لبِمَا قَدْ تُرَى وَأَنْتَ خَطِيبُ

ربما قد ترى، ومثله قول كثير:

مَغَانٍ يُهَيِّجْنَ الحَليمَ إلى الهوَى

وَهُنَّ قَدِيماتُ العُهُودِ دوَائِرُ

بما قَدْ أَرَى تِلْكَ الدِّيَار وأَهْلَهَا

وَهُنَّ جَمِيِعَاتُ الأنيسِ عَوَامِرُ

أرادَ: ربما أرى، وقد مع المضارع يفيد هذا المعنى، ولكن اجتمعتا توكيدًا،

ص: 258

كما اجتمعت عن والباء التي بمعناها في قول الشاعر:

فأصبحْنَ لا يَسْألْنَه عَنْ بما بِهِ

انتهى. وما ذهب إليه من أنَّ فيما ذكر كافة، وأنها أحدثت معنى التقليل غير صحيح، بل "ما" في ذلك مصدرية، والباء السببية المجازية، والمعنى على التكثير لا على التقليل، ونظيره قول الآخر:

فَلَئِنْ فَلَّتْ هُذَيْلٌ شَبَاهُ

لَبِمَا كَانَ هُذَيْلًا يَفُلُّ

والفعل الذي تعلّق به الباء مقدّر قبلها، والتقدير:"لانتفاء إحارتك جوابًا برؤيتك وأنت خطيب". "وهنَّ قديمات العهود دواثر برؤيتي تلك الديّار". لفلّته بما كان يفلّها" والسببيَة ظاهرة في هذا البيت، وأمّا في البيتين قبله، فسبب خرسه بالموت كونه كان خطيبًا في الحياة، إذ ينشأ عن الحياة الموت، إذ مصير كلَ حيّ إلى الممات، وكذلك البيت الثاني سبب دثور الديار كونها كانت عامرة بأهلها، إذ مصير العمران للخراب، ولذلك جاء:

لِدُوا للموتِ وابنُوا للخرابِ

هذا آخر كلام أبي حيان. وقال تلميذه ناظر الجيش: ولا يخفى أنَّ ما قرره بعيد أن يكون مراد الشاعر، ولكن قول المصنف: إنَّ المراد التقليل غير ظاهر. انتهى.

والبيت من أبيات أوردها أبو علي القالي في "أماليه" قال: أنشدنا أبو عبد الله نفطويه قال: أنشدنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى النحوي لمطيع بن إياس الكوفي يرثي يحيى بن زياد الحارثي:

ص: 259

ويُنَادُونَهُ وقدْ صُمَّ عنهُمْ

ثمَّ قالوا وللنساءِ نَحِيبُ

ما الذي غَالَ أن تُحِيرُ جَوَابًا

أيُّهَا المصقَعُ الخطِيبُ الأديبُ

فلئن كنتَ لا تُحِيرُ جَوَابًا

فبما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ

في مقالٍ وَمَا وعظْتَ بشيءٍ

مثلَ وعظٍ بالصمتِ إذْ لا تُجِيبْ

انتهى. ورأيت في "تهذيب الطبع" وهو كتاب في نقد الشعر والبديع لم أعرف مؤلفه، نسبة هذه الأبيات لصالح بن عبد القدوس قال: ولما مات الاسكندر ندبه أرسطاليس، فقال: طالما كان هذا الشخص واعظًا بليغًا، وما وعظ بكلامه موعظة قط أبلغ من موعظته اليوم بسكوته، فأخذه صالح بن عبد القدوس، فقال:

ويُنَادُونَهُ وَقَدْ صُمَّ عَنْهُمْ

ثُمَّ قالُوا ولِلنِّسَاءِ نَحِيبُ

مَا الذي عَاقَ أنْ تَرُدَّ جَوَابًا

أيها المِقْوَلُ الخطيبُ الأَديبُ

إنْ تكَنْ لا تُطيِقُ رَجْعَ جَوَابٍ

فَبِمَا قَدْ تُرَى وَأَنْتَ خَطِيبُ

ذُو عِظَاتٍ وَمَا وَعَظْتَ بشيءٍ

واختصره أبو العتاهية في بيت فقال:

وكانَتْ في حياتِكَ لي عِظَاتٌ

فَأَنْتَ اليَوْمَ خَيْرٌ مِنْكَ أَمْسِ

ومثله لإسماعيل بن القاسم:

وكانتْ في حياتِكَ لي عِظَاتٌ

فأنتَ اليومَ أوعَظُ مِنْكَ حيّا

انتهى. وقوله: فَبِما قد ترى وأنت خَطِيب، كذا رأيته في الكتابين فبما بالفاء موضع اللام، وهو مبني على مذهب الكوفيين في جعل الجملة لعد لئن جوابًا للشرط دون القسم، ورواية البصريين لَبِما باللام على جعل الجملة جوابًا للقسم المقدر لسبقه لا للشرط، لأنه متأخر عن اللام الموطئة للقسم، وهذا في الحقيقة سبب، والجواب محذوف، أي: لم يقدح في فصاحتك. وأقول: إسماعيل بن القاسم هو الملقب بأبي العتاهية، وقد أنشد المبرد في "الكامل" البيت الأخير من أبيات له وهي:

ص: 260

طَوَتْكَ خُطُوبُ دَهْرِكَ بعدَ نَشْرٍ

كَذَاكَ خُطُوبُهُ نُشْرًا وَطَيَّا

فَلَوْ نَشَرَتْ قُوَاكَ لِيَ المَنَايَا

شَكَوْتُ إِلَيْكَ مَا صَنَعَتْ إلَيَّا

بَكَيْتُكَ يَا أُخَيَّ بِدَمْعِ عَيْنِي

فلَمْ يُغْنِ البُكَاءُ عَلَيْكَ شَيَّا

كَفَى حُزنًا بِدَفْنِكَ ثُمَّ إنِّي

نَفَضْتُ تُرَابَ قَبْرِكَ عَنْ يَدَيَّا

وكانَتْ في حَيَاتِكَ لي عِظَاتٌ

فَأَنْتَ اليَوْمَ أَوْعَظُ مِنْكَ حَيَّا

وكان إسماعيل بن القاسم لا يكاد يًخلي شعره مما تقدَّم من الأخبار والآثار، فينظم ذلك الكلام المنشور، ويتناوله أقرب متناول، ويسرته أخفى سرقة. فقوله:

فَأَنْتَ الْيَوْمَ أَوْعَظُ مِنْكَ حَيَّا

إنما أخذه من قول الموبذِ الحاضر لقُبّاذ حيث مات، فإنه قال في ذلك الوقت: كان الملك أمس أنطق منه اليوم، وهو اليومَ أوعظُ منه أمس، وأخذ قوله:

قَدْ لَعَمْرِي حكيْتَ لي غُصَصَ المَوْ

تِ وحَرَّكْتَني لَهَا وَسَكَنْتَا

من قول نادب الإسكندر، فإنَّه لما مات، بكى من كان بحضرته، فقال نادبه: حركنا بسكونه. انتهى كلام المبرد. وكذا روى هذه الأبيات لأبي العتاهية ابن عبد ربه في "العقد الفريد" وعليّ بن أبي الفرج في "الحماسة البصرية" وقال أبو علي القالي في "ذيل الأمالي": حدَّثنا أبو بكر قال: حدَّثنا ابن الأنباري، قال: حدَّثنا أبو الحسن الأسدي، قال: حدَّثنا الرياشي، عن العتبيَّ عن أبيه، قال: رأيت امرأة بِضَرِيّة جالسة عند قبر تبكي وتقول:

ألا مَنْ لي بِأُنْسِكَ يَا أُخَيَّا

وَمَنْ لي أَنْ أَبُثَّك مَا لَدَيَّا

طَوَتْكَ خُطُوبُ دَهْرٍ بَعْدَ نشرٍ

كذَاكَ خُطُوبُهُ نَشْرًا وَطَيَّا

إلى آخر الأبيات، والله أعلم بحقيقة الحال.

ص: 261

وقوله: وينادونه وقد صُمَّ عنهم بالبناء للمفعول، والنحيب: رفع الصوت بالبكاء، وغال بالغبن المعجمة بمعنى: أهلك، وأن تحير مفعوله، أي: ما الذي أهلك ردّ جوابك، وروي بدله "عاق" من العوق"، وهو المنع والتأخير، وتحير مضارع أحار الجواب بالحاء المهملة، أي: رده، والمصقع بكسر الميم: الجهير الصوت، وترى بالبناء للمفعول، أي: كثيرًا ما ترى خطيبًا واعظًا بلسان الحال، فإن من نظر إلى ما كنت عليه، وما أُلت إليه، اتعظ بذلك.

ومطيع بن إياس أبو سلمى الكناني الكوفي، قدم بغداد، وصحب المنصور والمهدي من بعده، وكان شاعرًا ماجنًا، ورمى بالزندقة، كذا في "تاريخ بغداد".

وأما يحيى بن زياد الحارثي، فهو يحيى بن زياد بن عبيد الله [بن عبد الله] بن عبد المدان بن الديان الحارثي الكوفي، وزياد بن عبيد الله هو حال أبي [العبّاس] السفاح، ويكني يحيى أبا الفضل، وكان يعرف بالزنديق، وكانوا إذا وصفوا إنسانًا بالظرف قالوا: هو أظرف من الزنديق، يعنون يحيى، لأنه كان ظريفًا، وهذا المعنى قَصَدَ أبو نواس بقوله:

تِيهُ مُغَنٍّ وَظَرْفُ زِنْدِيقِ

قال الصولي: وإنما قال ذلك، لأنَّ الزنديق لا يَرَعُ عن شيءٍ، ولا يمتنع مما يُدعى إليه، فنسبه إلى الظرف لمساعدته على كلّ شيء، وقلة خلافه كذا في "أمالي السيد المرتضى" قدَّس الله روحه.

وأمّا صالح بن عبد القدّوس أبو الفضل البصري مولى الأزد، فهو أحد الشعراء، اتهمه المهدي بالزندقة، فأمر بحمله إليه، فلمَّا خاطبه، أعجب بغزارة أدبه وعلمه، وبراعته وحسن ثباته، وكثرة حكمته، فامر بتخلية سبيله، فلمّا ولي، ردّه، وقال له ألست القائل:

ص: 262