الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من عامل إلى عامل، ومصدق إلى مصدق، فلم يحظ منه شيئًا، فوفد إليه من قابل، فقال في كلمته الأخرى:
أمّا الفَقِيرُ الذي كانَتْ حَلُوبَتُهُ
…
وَفْقَ العِيَالِ فَلَمْ يُتْرَكْ لَهُ سَبَدُ
واخْتَلَّ ذُو المالِ وَالمُثْرُونَ قَد بقيَتْ
…
عَلى البَلابِلِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ عُقَدُ
فَإنْ رَفَعْتَ بِهِمْ رَأسًا نَعَشْتَهُمُ
…
وَإنْ لَقُوا مِثْلَهَا في قَابِلٍ فَسَدُوا
فقال له عبد الملك: أنت الآن أعقل منك عام أول. انتهى.
وترجمة الراعي تقدمت في الإنشاد الخامس والخمسين بعد المائة، وقد أوردنا من هذه القصيدة أبياتًا أكثر من هذا، وشرحناها في الشاهد الثالث والثمانين بعد المائة.
وأنشد بعده:
وإنّا لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْش ضَرْبَةً
…
البيت.
وقدم شرحه في الإنشاد الثاني عشر بعد الخمسمائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الخمسمائة:
(530)
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ
…
وَإنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلى النَّاسِ تُعْلَمِ
على أن من فيه زائدة بعد الشرط، وكذا في شرح شواهد "الجمل" لابن السيد، قال: وقوله "من خليقة" في موضع رفع بكان، و"من" زائدة وليست متعلقة بشيء، انتهى، ومقتضى هذا أن مهما حرف، وبه صرح المصنف في بحث "مهما" من أنها حرف عند السهلي، وابن يسعون، ورد هذا القول ابن هشام اللخمي في
شرح شواهد "الجمل" قال: ومهما اسم شرط في موضع رفع بالابتداء، وتكن: جزم بالشرط، واسمها مضمر فيها عائد على مهما، وعند امرئ: في موضع خبر تكن، وقوله: من خليقة: من لتبين جنس المضمر الذي في "تكن"، والجملة بأسرها في موضع رفع على خبر مهما، ومن جعل "مِن" زائدة، فقد أخطأ؛ لأن مهما اسم وهي مبتدأ، والجملة خبرها، ولابد من ضمير يرجع إليها من الخبر، لأن الجملة أجنبية فلابد من رابط، فمن جعل من زائدة وجعل "خليقة" اسم "تكن" لم يكن في الجملة عائد يعود على مهما من الخبر، فهذا وجه امتناعها، انتهى.
وأجاب المصنف في بحث مهما بجوابين، أحدهما: ما قاله اللخمي، والثاني: أن مهما خبر تكن، وخليقة اسمها، و"من" زائدة، ويكن بالمثناة التحتية، قال صاحب "الكشاف" عند قوله تعالى:(وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)[الأعراف/132] الضمير في به وبها راجعان إلى مهما، إلا أن أحدهما ذكر على اللفظ، والثاني أنث على المعنى؛ لأنه في معنى الآية، ونحوه قال زهير:
وَمَهْمَا يَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ
…
البيت
قال شارحه اليمني: ذكر الضمير في يكن حملًا على لفظ مهما، وأنث الباقي حملًا على معناه؛ لأنه في معنى الخليقة، والخلق والخليقة واحد، والتأنيث في الآية والبيت جاءا بعد التبيين، والخلق والخليقة والسجية والسليقة والنقيبة والغريزة والشيمة والخيم كله بمعنى الطبيعة، يقول: من أسر خليقة من خير أو شر، وقدر أنها تخفى فإنها لابد من ظهورها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من أسر سريرة ألبسه الله رداءها"، وخالها: ظنها، وإن وصلية، والبيت من معلقة زهير بن أبي سلمى وتقدمت ترجمته في الإنشاد الخمسين.