الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس بعد الخمسمائة:
وتاللهِ ما إنْ شهلةٌ أُمُّ واحدٍ
…
بأوجَدَ مِنِّي أنْ يُهَانَ صغِيرُها
على أنَّ ابن جني قال: "إن" تشارك "ما" في النيابة عن الزمان، والتقدير هنا: وقت أن يهان صغيرها، والبيت من قصيدة طويلة لمساعدة بن جؤبة مذكورة في "أشعار الهذليين"، وبعده:
رأتْهٌ على يَأسٍ، وقد شابَ رأسُها
…
وحينَ تصدَّى للهوانِ عشيرُهَا
فشبَّ لها مثلُ السنانِ مبرأٌ
…
إمامٌ لنادي دارِها وأميرُها
قال أبو بكر القاري في شرحه: شهلة: امرأة كبيرة، بأوجد: بأشد وجدًا مني، وصغيرها: ولدها، وتصدَّى: تعرَّض لهوانها زوجها، كبرت فهانت عليه، والنادي: المجلس. انتهى. ومطلع القصيدة:
أهاجكَ مِنْ عيرِ الحبيبِ بُكورُها
…
أجدَّت بليلٍ لم يُعَرِّجْ أميرُها
تحمَّلْنَ مِنْ ذاتِ السُّليمِ كأنَّهَا
…
سفائنُ يمٍ ينتحيها دبُورُهَا
والهمزة في أهاجك للاستفهام، وبكورها: فاعله، ولم يعرج: لم يعطف، ولم يمل، وأميرها: الذي يأمرها بالسير، وسفائن: جمع سفينة، اليمّ: البحر، وينتحيها: يقصدها، والدبور: الريح التي من ناحية المغرب، وساعدة بن جؤية تقدمت ترجمته في الإنشاد الثالث من أول الكتاب.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد الخمسمائة:
أليسَ أميري في الأمورِ بأنتما
…
بما لستُما أهلَ الخيانةِ والغدرِ
على أنَّ وصل ما المصدرية بالفعل الجامد نادر، ولم يرتضه أبو علي في "الشيرازيات"