الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال عبد الله بن الزّبير الأسدي، وضمّن بيت زهير:
ترى الجُنْدَ والأغرابَ يغشونَ بابَه
…
كما وَرَدَتْ ماءَ الكلابِ هَوَامِلُهْ
إذا ما أتَوْا أبْوَابَهُ قال مَرْحَبَا .. البيت.
وقال أبو خراش الهذلي في مدح رجل:
يُقَاتِلُ جُوعَهُمْ بمكَلَّلاتٍ
…
مِنَ الفُرنيِّ يَرْعَبُهَا الجَميلُ
أي: بجفان مكلّلات قد كللت بالشحم. ويرعبها: يمؤلها، والجميل: الشحم والودك.
ولم أقف على تتمة البيت الشاهد ولا على قائله مع شهرته في كتب النّحو والتفسير واللغة والأدب والله أعلم.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الأربعمائة:
لَا وأَبِيكِ ابنَةَ العَامِرِيِّ لَا يَدَّعِي القَوْمُ أَنِّي أَفِرّْ
على أنَّه قيل: زيادة "لا" في صدر القسم للتَّمهيد بأنَّ الجواب منفيّ، وردَّ بقوله تعالى:(لا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ)[البلد/ 1] الآيات، فإنَّ جوابه مثبت، وهو:(لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) ويجاب بأنَّ زيادتها هناك لذلك أغلبي.
والبيت مطلع قصيدة لامرئ القيس، وتقدَّم بيت منها في الإنشاد الثالث والعشرين بعد الثلاثمائة. والكاف من أبيك خطاب لمؤنّث، أقسم بأبيها تعظيمًا لها، وابنة العامري: منادى بياء محذوفًا، وابنة العامري اسمها هرّ، وقد ذكرها في هذه القصيدة بقوله:
وَهِرٌّ تَصِيدُ قُلُوبَ الرِّجالِ
…
وأَفْلَتَ مِنْهَا ابنُ عَمْرٍو حِجْر
والعامري: هو من بني عمرو بن عامر من الأزد، واسمه: سلامة بنُ عبد الله،
وقل هرّ لقبها، واسمها: فاطمة بنت عبيد بن ثعلبة بن عامر بن عوف بن عذرة. وبعده:
تَمِيمُ بنُ مُرٍّ وأشْياعُهَا
…
وَكِنْدَةُ حَوْلي جَمِيعًا صُبُر
بضمتين جمع صابر، وتميم مبتدأ، وصبر خبره، والجملة حال من فاعل أفر. لا بدل أو عطف بيان للقوم كما قيل. فإنّه قال بعده:
إذّا رّكِبُوا الخَيْلَ واسْتَلأمُوا
…
تحرَّقَتِ الأرضُ واليوْمَ قُرّ
استلأمُوا، لبسوا اللأمة، بالهمز. وهي الدّرع، وتحرَّقت: اشتعلت من شدّة الحرب، وقُر: بالضمّ: بارد.
وقيل: مطلع القصيدة بيت قبل المذكور، وهو:
أحَارِ بنَ عَمْرٍو كأنّي خَمِرْ
…
وَبَعْدُو عَلَى المَرْءِ مَا يَأتَمِرْ
وحار: مرخم حارث. وخمر: بفتح الخاء المهجمة وكسر الميم، وهو الّذي يخالطه سكر أو داء، ويعدو: يرجع، ما يأتمر: ما يريد أن يوقعه بغيره، وقيل: ما: مصدرية، أي: ويعدو على الرّجل ائتماره أمرًا ليس برشد، لأنه إذا ائتمر أمرًا ليس برشد فكأنه يعدو عليه فيهلكه، والواو: استئنافية، أو للتَّعليل على رأي من أثبته، ومعناه: كأني خامرني داء؛ لأجل عدوان الائتمار بأمر ليس برشد.
وقال الأعلم: معناه: يصيبه وبنزل عليه مكروه ما يأتمر به ويحمل نفسه على فعله. وهذا نحو قول العامّة: "من حفر حفرة وقع فيها".
وترجمة امرئ القيس تقدَّمت في الإنشاد الرّابع من أوّل الكتاب.