الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الخمسمائة:
أمرتُك الخير فافعل ما أمرت به
وتمامه:
فقط تركتك ذا مالٍ وذا نشبِ
على أنَّ أصله: أمرتك بالخير، فحذفت الباء، فانتصب، لأنَّ أمر يتعدى بنفسه إلى مفعول واحد وإلى ثان بالباء، وأورده سيبويه في أوَّل كتابه في باب الفاعل الذي يتعداه فعله إلى مفعولين. قال ابن خلف تبعًا للأعلم: الشاهد فيه على حذف حرف الجر من الخير، وأصله أمرتك بالخير، وسوّغ الحذف والنصب أن الخير اسم فعل يحسُن "أن" وما عملت فيه في موضعه، و"أن" يحذف معها حروف الجر كثيرًا تقول: أمرتك أن تفعل، وعجبت أن تفعل، تريد: بأن تفعل، ومن أن تفعل، فيحسن الحذف في هذا لطول الاسم ويكثر، فإذا وقع موقع أن اسم فعلٍ شبه بها، حسن الحذف، فإن قلت: أمرتك بزيد لم يجز أن تقول: أمرتك زيدًا، وقوله: فقد تركتك، الفاء جواب الأمر، وتركتك إن كان بمعنى: صيّرتك كان ذا مال مفعولًا ثانيًا، وإن كان بمعنى خلفتك كان ذا مال حالًا، وذا نشب بشين معجمة، كذا رواه أصحاب سيبويه في كتابه، ولم يختلفوا فيه، ورواه الهجري بسين غير معجمة، لأنَّ قوله: ذا مال أغنى عن ذكر النشب، واحتجَّ للأول بأنَّ العرب أكثر ما تستعمل النشب في الأشياء الثابتة التي لا براح لها كالدور والضّياع، وأكثر ما يوقعون على ما ليس بثابت كالدرهم والدينار، وربما أوقعوا المال على جميع
ما يملكه الإنسان، وأعاد ذكر النشب، وأنشد البيت سيبويه لعمرو بن معدي كرب، وذكر الهجري في "نوادره" أنه لأعشى طرود، واسمه: إياس ابن عامر، وقيل: إنّه لعبّاس بن مرداس، انتهى كلام ابن خلف، وقيل: هو من شعر لخفاف بن نَدْبَةَ، وقيل: لزرعة بن السائب، وبعده:
وَاتْرُكْ خَلائِقَ قَوْمٍ لا خَلاقَ لُهمْ
…
وَاعْمَلْ لأَخْلاقِ أَهْلِ الفضْلِ والأدب
وقد ذكرنا ما يتعلق به مبسوطًا في الشاهد الثاني والخمسين من أوائل شواهد الرضي.
وأنشد بعده:
قَلِيلٌ مِنَ الأَصْوَاتِ إلا بُغَامُهَا
وصدرُهُ:
أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فَوْقَ بَلْدَةٍ
وتقدم شرحه في الإنشاد الثالث بعد المائة.
وأنشد بعده:
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا
وتقدم شرحه أيضًا في الإنشاد الخامس والثلاثين بعد المائة.