الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا أطلق عند النحويين يراد به "كتاب سيبويه" كما أن الكتاب إذا ذكر عند خدمة الشرع من المفسرين والمحدثين والفقهاء يراد به كتاب الله جل ذكره.
وأمية بن أبي الصلت: شاعر واعظ جاهلي تقدمت ترجمته في الشاهد الواحد بعد الأربعمائة.
وأنشد بعده:
و
لكن
ي من حبُها لعميدُ
(لكِنْ)
أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الأربعمائة:
(484)
إن ابن ورقاء لا تُخشي بوادره
…
لكنْ وقائعهُ في الحرب تُنتظرُ
على أنَّ لكن فيه حرف ابتداء، وهو من أبيات لزهير بن أبي سُلمى مدح بها الحارث بن ورقاء الصيداوي، وكان الحارث مرَّ بيسار غلام لزهير راجعًا من غزوة بني سليم، فاستاقه معه، فبعث إليه زهير: اردد غلامي، فأبى، فهجاه بقصيدة، وتوعده بقصائد أخرى، فلما بلغهم هجوه، كساه ورده، فقالوا للحارث: اقتل يسارًا ولا ترده عليه، فأبى، وقال: أخاف أن يتفاقم الأمر إلى ما هو أشد من هذا، فقال زهير بعد أن وصله يسار يمدحه ويهجوهم:
أبلِغْ بَني نَوْفَلٍ عَنّي وقَدْ بَلَغوا
…
مِنّي الحَفيظَةَ لمّا جاءَني الخَبَرُ
القائِلينَ: يَسَارًا لا تُنَاظِرُهُ
…
غِشًّا لسَيّدِهمْ في الأمْرِ إذْ أمرُوا
إنّ ابنَ وَرْقاءَ لا تُخْشَى غَوَائِلُهُ
…
لكِنْ وَقائِعُهُ في الحَرْبِ تُنتَظَرُ
لَوْلا ابنُ وَرْقاءَ والمَجدُ التّليدُ لَهُ
…
كانوا قَليلًا فَما عزّوا ولا كثُرُوا
المَجْدُ في غَيْرِهمْ لَوْلا مَآثِرُه
…
وَصَبْرُهُ نَفْسَهُ والحَرْبُ تَستَعِرُ
أوْلى لكمْ ثمّ أوْلى أنْ تُصِيبَكمُ
…
مِنّي نوَاقِرُ لا تُبْقي وَلا تَذَرُ
فأرضوه واعتذروا إليه، فمدحهم بعد هذا، وبنو نوفل من بني أسد، وهم رهط الحارث بن ورقاء، والحفيظة: الغضب، يقول: أغضبوني بهذا الخبر الذي بلغني عنهم، وقول: يسارًا منصوب يفسره ما بعده، ولا تناظره: لا تؤخره، وهو نفي، ومعناه نهي، ونصب " غشا" على المصدر المؤكد به معنى قولهم: لا تناظره، وقوله: إن ابن ورقاء إلى آخره، يقول: ليس ابن ورقاء ممن يغتال ويغدر، ولكنه ممن يجاهر بالحرب، وتتوقع فيها وقائعه، وروى "بوادره" جمع بادرة وهي الحدة تسبق صاحبها، فلا يقدر ردها، والمآثر جمع مأثرة: وهي ما يُؤثر، ويُتحدث به من الأفعال الكريم، وقوله: وصبره نفسه، أي: وحبسه إياها على شدة الحرب ومكروهها، وتستعر: تتقد، وأولى لهم كلمة تهدد ووعيد، ومعناه: وليهم الشر، ونواقر بالنون، أي: قواف مقرطسات، يقال: سهام نواقر، أي: لا تخطئ القرطاس، قاله صعوداء، ورواه الأعلم: بواقر بالموحدة قال: والبواقر: المصائب والدواهي، وأصله من بقرت بطنه، كما أن الفاقرة من فقرت ظهره، أراد بها الهجاء. وقوله: لا تبقي، أي: لا تبقي من أعراضهم بقية. انتهى.
وترجمت زهير تقدمت في الإنشاد الخمسين.