المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الأربعمائة: - شرح أبيات مغني اللبيب - جـ ٥

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّالث بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّابع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّامن بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التّاسع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الأربعمائة:

- ‌لَاتَ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الأربعمائة:

- ‌(لَوْ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّابع عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثَّامن عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الأربعمائه:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌لولا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌لوما

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌لمْ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌(لما)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الأربعمائة:

- ‌لَنْ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الأربعمائة:

- ‌(لَيْتَ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الأربعمائة:

- ‌(لعَلَّ)

- ‌أنشد فيه وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والسبّعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌لكن

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌لكن

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌(لَيْسَ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌(حرف الميم)

- ‌ما

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتشعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعدَهُ، وهو الإنشاد السابع عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وَأَنْشَدَ بَعْدَهُ، وهو الإنشاد الثامن عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌ من

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌(منْ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌(مَهْمَا)

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الأربعون بعد الخمسمائة:

الفصل: ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الأربعمائة:

ولم أقف على قائله، ولا علة تتمته. قال الدماميني: فقيرًا: حال من التاء، وهي المفعول الأول النائب عن الفاعل، وذا غنى: هو المفعول الثاني: وضمير نلته: عائد إلى الغنى، والمعنى: ظننت غنيًا في حال كوني فقيراُ، ثم نلت الغنى، فلم ألف ذا رجاء في حالة كوني غير واهب له، بل ألقاه منعمًا عليه محسنًا إليه، وهذا رجل عرف قدر النعمة، فشكر، جزاه الله خيرًا. انتهى.

(لما)

‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الأربعمائة:

(53)

فإنْ كنتُ مأكولًا فكنْ خير آكلٍ

وإلا فأدركني ولما أمزق

على أن منفي لما يستمر نفيه إلى حال التكلم. قال أبو حيان: نفى التمزيق عنه إلى زمام إخباره، لا يريد انتفاء التمزيق فيما مضى، ثم مزق، وقد اضطرب كلام المصنف في "لما" هذه، فقال في هذا الكتاب ما ذكره، وقال في شرح "الكافية": لا يشترط كون المنفي بلا قريبًا من الحال، بل الغالب كونه قريبًا، وكذلك اختلفت عبارة أصحابنا، فبعضهم يقول: لما لنفى الماضي المتصل بزمان الحال، وبعضهم يقول: لما لنفي الماضي القريب من الحال، وزاد المصنف أن نفيها للماضي القريب من الحال ليس شرطًا، بل غالبًا، فعلى هذا قد تكون نافية للماضي الذي لا يتصل بالحال، ولا يقرب من الحال، فتكون إذ ذاك مساوية في النفي في مطلق الانتفاء هذا آخر كلام أبي حيان.

والبيت من قصيدة للممزق العبدي أوردها صاحب "الحماسة البصرية" واقتصر على بعضهما ابن قتيبة في كتاب "الشعراء" وهو هذا:

وناجيةٍ عديتُ من عندِ ماجدٍ

إلى واجدٍ من غيرِ سخطٍ مفرقِ

وقدْ تخذت رجلي إلى جنبِ غرزها

نسيفًا كأفحوص القطاة المطرق

ص: 145

تروحُ وتغدو ما يحل وضينها

إليك ابنَ ماءِ المزن وابن محرقِ

تبلغني منْ لا يدنسُ عرضهُ

بعذرٍ ولا يزكو لديه تملقي

أحقًا أبيت اللعن أن ابن فرتني

على غير إجرام بريقي مشرقي

فإن كنت مأكولًا فكنْ أنت آكلي

وإلا فأدركني ولما أمزق

فأنت عميد الناس مهمتا تقل يقلْ

ومهما يكنْ منْ باطلٍ لا تحقق

آكلفتني أدواءَ قومٍ تركتهمْ

فإلا تداركني منَ البحر أغرقِ

فإن يعمنوا أشئتم خلافًا عليهم

وإن يتهموا مستحقبي الحرب أعرق

قوله: وناجية مجرور برب المضمرة بعد الواو، ومحله النصب على أنه مفعول لعديت، أي: جاوزتها، والناجية: الناقة السريعة، والماجد: الشريف، والواجد: اللئيم السيء الحلق، لأنه يجد من غير وجد للؤمه. وقوله: وقد تخذت رجلي: استشهد به أبو علي في "الإيضاح"على أن تخذ بمعنى أخذ، والغرز للرحل كالركاب للسرج، والنسيف: الأثر في جنبي الناقة من القدمين، وأفحوص القطاة: مبيضها تفحصه وتنقيه، وتبيض فيه، والمطرق، بفتح الراء: التي تضيق عن بيضتها شيئاُ، وأصله المرأة يخرج بعض ولدها ويبقى بعضه، فيغشى عليها. وقوله: ما يحل وضينها بالبناء للمفعول، والوضين: بطان عريض منسوج من سيور أو شعر، ولا يكون إلا من جلد. وقوله: إليك ابن ماء المزن

إلى آخره، ابن: منادى بإضمار "يا" وماء السماء من ملوك الشام من قبيلة غسان، واسمه عامر بن حارثة الغطريف، وسمي ماء السماء لأنه كان يحتبي في المحل، فينوب عن الغيث بالرفد والعطاء، ومحرق: هو الحارث بن عمرو بن عامر بن حارثة الغطريف، والحارث هو أخو جفتة أبي ملوك الشام، وسمي محرقًا لأنه أول من عاقب بالنار، وقوله: إن ابن فرتنى بفتح الفاء وسكون الراء بعدها مثناة مفتوحة فنون: هي المرأة الزانية والأمة أيضًا، وأراد بابن فرتني: الواشي، وهي كلمة سب، وإجرام: مصدر أجرم، أي أذنب،

ص: 146

ومشرقي: اسم فاعل من أشرقي بريقي: أي أغصني به متعدي شرق بريقه: إذا لم يقدر أن يبلعه. وقوله: وإلَاّ فأدركني، أي: وإن لم تكن آكلي، وأدركني: أمر من أدركه: إذا طلبه، فلحقه، يعني فأعثي قبل أن أقتل، وأمزّق بالبناء للمفعول، وبهذا سمي الممزق بصيغة اسم المفعول، قال العسكري في كتاب "التصحيف": الممزَّق العَبْدي: مفتوح الزاي اسمه شأس بن نهار، وسمي بهذا البيت الممزق، قال أبو اليقظان: الممزق من بني منبّه بن نُكرة بن لُكيز، وكان من عبدة الأوثان، قتل كافرًا. انتهى.

قال المبرد في أوائل "الكامل": كتب عثمان بن عفان إلى علي بن أبي طالب حين أُحيط به: أما بعد، فإنه قد جاوز الماءُ الزُّبى، وبلغ الحِزامُ الطُّبيين، وتجاوز الأمر بي قدره، وطمع فيَّ من لا يدفع عن نفسه

فإن كنت مأكولاُ فكن خير آكِلٍ .. البيت.

قوله: قد جاوز الماءُ الزبى، الزبية: مصيدة الأسد، ولا تتخذ إلَّا في قُلَّة أو رابية أو هضبة، وتقول العرب:"قد علا الماء الزُبى"، و"قد بلغ السِّكينُ العظم"، و"بلغ الحِزامُ الطُّبيين"، و"قد انقطع السَّلى في البطن"، والسَّلى من المرأة والشاة: ما يتلفّ فيه الولد في البطن، ويقال لمواضع الأخلاف من السباع والحيل أطباء جمع طُبي، كقُفل، كما يقال في الظِّلف والخُفّ من السباع والخيل جمع طُبي، كقُفل، كما يقال في الظِّلف والخُف خِلفٌ مكان هذا، وإذا بلغ الحزام الطُّبيين فقد انتهى في المكروه. وتمثُّلُهُ بالبيت يُشاكل قول القائل:

فَإنْ أَكُ مَقْتُولًا فَكنْ أنتَ قاتِلي

فَبَعْض مُنَايَا القَوْمِ أكْرَمُ مِنْ بعضٍ

إلى هنا كلام المبرد، قال صاحب "نشوار المحاضرة": هذا البيت لطرفة بن العبد، قال: وأخذه عبد الله بن الحجاج التغلبي، فأفسده، فقال:

فَإنْ كُنْتُ مَأكولًا فَكُنْ خيرَ آكلٍ

وإنْ كُنْتُ مَذبُوحًا فكنْ أنتَ ذابحي

ص: 147

وقوله: فأنت عميد الناس، العميد: السيّد الذي يعمَدهُ الناس، أي: يقصدونه، وقوله: لا تحقق بالخطاب والنهي. وأدواء: جمع داء، وإلَّا تداركني، أي: إن لم تغثني، وأعمن: إذا أتى "عمان" بالضم والتخفيف، وأشأم: أتى الشام، وأتهم: أتى تهامة، وأعرق: أتى العراق، واستحقبه: ادّخره لوقت الحاجة.

قال ابن قتيبة: الممزق العبدي: هو من نُكرة، واسمه شأس بن نهار، وسمّي الممزَّق بقوله: فإن كنت مأكولًا

البيت، وهو جاهلي قديم، وإنما يعني بهذا الشعر بعض بني محرّق. انتهى.

وقال صاحب "الحماسة البصرية": الممزق شأس بن نهار العبدي، مدح بهذه القصيدة عمرو بن النعمان بن المنذر الأكبر، وكان قد همَّ أن يغزُو عبد القيس، فلما سمع القصيدة رجع عن ذلك. انتهى.

وقال ابن السيِّد البطليوسي فيما كتبه على "كامل المبرد": كان سبب قول الممزق هذا الشعر أنّ عمرو بن هند أو قابوس أخاه كان يعشو على البحرين، فاستقبله الممزق، ودخل عليه في جوف الليل، وقال له: أنا رجل من بني تميم بلغني أن الملك يريد عبد القيس، فجئته لأدله على عورتهم، فقربه الملك، وسار معه، فهجم به على بني عمرو بن تميم، فأخذ القتل فيهم، فلما عرف قصته، قال: ما حملك على ما صنعت، فأخبره أنه من عبد القيس، وأنه إنما فعل ذلك لأنَّ بني تميم هم الذين حملوا الملك على عبد القيس، فدفعه إلى بني تميم، فقال: اقتلوه، فهموا بتقطيعه، فقال هذا الشعر، فخلصه الملك منهم، وبهذا البيت سمي الممزق، واسمه شأس بن نهار. انتهى.

وأورد الآمدي في "المؤتلف والمختلف" من يقال له الممزق –بفتح الزاي- وهما اثنان، ومن يقال له الممزق –بكسر الزاي-: وهو واحد، قال: الممزق بالفتح: شأس بن نهار العبدي صاحب القصيدة التي على القاف، يقول فيها لعمرو بن

ص: 148

المنذر بن عمرو بن النعمان وكان همَّ بغزو عبد القيس: فإن كنتُ مأكولًا

البيت، فلما بلغته القصيدة انصرف عن عزمه، وكان عبد الله بن حُذافة السهمي سهم بن عمرو بن هُصَيْص أحد شعراء قريش يقال له: الممزق، ذكر ذلك ابن سلام الجمحي في شعراء مكة، وهو [القائل]:

وتِلكْمُ قُرَيْشٌ تَجْحَدُ اللهَ حَقَّهُ

كما جَحَدَتْ عَادٌ وَمَدْيَنُ والحِجْرُ

فإنْ أنا لم أُبْرِقْ فلا يَسَعَنَّي

مِنَ اللهِ بَرٌ ذُو فَضاءٍ ولا بحرُ

وأما الممزِّق -بكسر الزاي-: فهو متأخر، وهو الممزق الخضرمي أنشد له دعبل بن علي الخزاعي:

إذَا وَلَدَتْ حَلِيلَةُ باهَليّ

غلامًا زيدَ في عَدَدِ اللِّئَامِ

وَعِرْضُ البَاهِلِيِّ وإن تَوَقَّى

عَلَيْهِ مِثْلُ مِندِيلِ الطَّعامِ

ولَوْ كَانَ الخَلِيفَةُ بَاهِيلِيًا

لَقَصَّرَ عَنْ مُسايَرَةِ الكِرَامِ

قال: وابنه عبّاد بن الممزِّق، ويعرف بالمخرِّق، وله أشعار كثيرة وهو القائل:

أنا المُخرِّقُ أعْرَاضَ اللِّئامِ كما

كان المُمزِّقُ أعْرَاضَ اللئَامِ أبي

وأنشدناه أبو الحسن الأخفش عن أبي العباس المبرد [إلا أنه قال: الممزق بن المخرق]، وأنشدنا عن أبي العباس لأبي الشمقمق في الممزق:

كنت الممزِّقَ مرةً

فاليوم قد صرت الممزَّقْ

لمَّا جَريت مع الضَّلا

لِ غرقت في بحر الشمقمقْ

انتهى.

ص: 149