المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع بعد الأربعمائة: - شرح أبيات مغني اللبيب - جـ ٥

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّالث بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّابع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّامن بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التّاسع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الأربعمائة:

- ‌لَاتَ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الأربعمائة:

- ‌(لَوْ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّابع عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثَّامن عشر بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الأربعمائه:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الأربعمائة:

- ‌لولا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌لوما

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌لمْ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌(لما)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الأربعمائة:

- ‌لَنْ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الأربعمائة:

- ‌(لَيْتَ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الأربعمائة:

- ‌(لعَلَّ)

- ‌أنشد فيه وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والسبّعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الأربعمائة:

- ‌لكن

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌لكن

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌(لَيْسَ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد الأربعمائة:

- ‌(حرف الميم)

- ‌ما

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتشعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعدَهُ، وهو الإنشاد السابع عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وَأَنْشَدَ بَعْدَهُ، وهو الإنشاد الثامن عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌ من

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌(منْ)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌(مَهْمَا)

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الأربعون بعد الخمسمائة:

الفصل: ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع بعد الأربعمائة:

امتَخطْ وتمَخَّطْ، أي: استنثر، والسّمن، بسكون الميم، وفتحهَا هنا للضّرورة، والأقط: اللّبن المخيض، يطبخ ثمَّ يترك حتى يمصل، وهذا يدل على دنسه وخسّته، وضمير بينهم إلى قوم حسّان، وأسعى بينهم: أتردّد إليهم، وألتبط، أي: أعدو، يقال: التبط البعير، إذا عدا فضرب بقوائِمه الأرض، وتلبّط: اضطجع وتمرَّغ، وروي بدله:"وأختبط" أي: أسأل معروفهم من غير وسيلة، وهذا يدل على كمال شحّهم، حيث كان عندهم ضيفًا لم يطعموه حتى احتاج أن يتعرَّض لمعروفهم. وقوله: حتى إذا، هو غاية لقوله: أسعى بينهم وألتبط، وروي:

حتى إذا جَنَّ الظَّلَامُ واخْتَلَطْ

أي: ستر الظّلام كلَّ شيء. وصفهم بالشّحَ وبالغ في أنهم لم يأتوا بما أتوا به إلَّا بعد سعي ومضيّ جانب من اللّييل، ثمَّ لم يأتوه إلَّا بلبن أكثره ماء. وهذا الرّجز قيل للعجاج، والله أعلم.

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع بعد الأربعمائة:

فَلَا الجَارَةُ الدُّنْيَا لَهَا تَلْحَيَنَّهَا

عجزه:

ولَا الضّيفُ مِنْهَا إِنْ أَنَاخَ مُحَوَّلُ

على أنَه شبّهت "لا" النّافية بلا النّاهية، فأكّد الفعل بعدها، قال أبو حيّان في "التذكرة": قيل: إنَّ النّون جاءت لأنّه أراد النّهي، وقيل: بل هو خبر صحيح وجاءت ضرورة.

والبيت من قصيدة للنّمر بن تَولب الصّحابيَ، ومطلعها:

تَأبّدَ مِنْ أطْلَالِ جَمْرَةَ مأسَلْ

فَقَدْ أقْفَرَتْ مِنْها شَراءٌ ويَذْبُلُ

إلى أن قال بعد ستة أبيات تتعلّقُ بالأماكن:

ص: 7

وَدَسَّتْ رَسُولًا مِنْ بِعِيدٍ بآيَةٍ

بأنْ حَيِّهِمْ واسْألهُمُ ما تمَوَّلُوا

فَحَيَّيْتُ عَنْ شَحْطٍ فخيرٌ حديثُنا

ولا يأمَنُ الأيّامَ إلَّا مُضَلَّلُ

لَنا فَرَسٌ مِنْ صالِحِ الخيْلِ نِبْتغي

عليهِ عَطاءَ اللهِ واللهُ يَنْحَلُ

يَرُدُّ علينَا العِيرَ من دُونِ إلْفِهِ

بِقَرْقرةٍ والنَّقْعُ لا يَتِزَيَّلُ

وَحُمْرٌ مُدَمّاتٌ كَأنَّ ظُهُورَها

ذُرى كُثُبٍ قَدْ بلَّها الطَّلُّ من علُ

عَلَيْها مِنَ الدَّهْنَا عَتيقٌ وَمَوْرَةٌ

مِنَ الحَزْنِ كُلًّا بالمَرَابعِ تَأكُلُ

وفي جِسْمِ رَاعِيها شُحُوبٌ كأنَّهُ

هُزَالٌ رَمى مِنْ قِلَّةِ الطَّعْمِ يَهْزُلُ

فَلَا الجَارَةُ الدُّنيَا لَها تَلْحَيَنَّها

ولَا الضَّيْفُ منها إنْ أقامَ مُحَوَّلُ

إذا هَتَكَتْ أطنا بيتٍ وأهْلِهِ

بمَعْطِنِها لم يوردوا الماءَ قَيَّلُوا

وما قَمْعُنا فيها الوِطابَ وحَوْلَنَا

بُيُوتٌ عليْنَا كُلُّها فُوه مُقْبِلُ

أرى أمَّنا أضْحَتْ علينَا كأنما

تجَلَّلَها من نافِضِ الوِرْدِ أفْكَلُ

رَأتْ رَجُلًا كيصىً يزَمِّلُ وَطْبَهُ

فيأتي بِهِ البادِينَ وهُوَ مُزّمَّلُ

فَلَمَّا رَأتْهُ أُمُّنَا رَأيَ عَيْنِها

وقَالَتْ أبُونا هَكذا سَوْفَ يَفْعَلُ

وقَالَتْ فُلانٌ قَدْ أعَاشَ عِيَالَهُ

وَأوْدَى عِيَالٌ آخَرُونَ فَهَزَّلُوا

وَقَسَّمَ بينَ النَّاسِ رِسْلَ لِقَاحِنا

وَقَدْ كانَ فيها للْمَحالِبِ مَهْبَلُ

إذا وَرَدَتْ فآثِرَنَّ عِيَالَنَا

على كُلِّ حَقٍّ واشْرَبُوا وتَثَمَّلُوا

ألمْ يكُ صبيانٌ أعانُوا ومَجْلِسٌ

قَرِيبٌ فَنَخْزَى إذْ يحلُّ ويحْمِلُ

عَلَيْهِنَّ يَوْمَ الوِرْدِ حَقٌّ وَحُرْمَةٌ

وَهُنَّ غَداةَ الغِبِّ عندَكِ حُفَّلُ

فإن تَصْدُرِي يحْلِبْنَ دُونكِ حَلَبةً

وإنْ تحْضُري يلبّثْ عليكِ المُعَجَّلُ

قوله: تأبَّد، أي: سكنها الآبدة، وهي الوحش. وجمرة، بالجيم والواو المهملة: اسم امرأته التي طلَّقها، قال صاحب "الأغاني": لما فارق النّمر بن تولب جمرة، جزع عليها جزعًا شديدًا حتى خيف عليه، فذكروا له امرأة من فخذه الأدنين يقال

ص: 8

لها: دعد موصوفة بالجمال، فتزوَّجها ووقعت من قلبه موقعًا، وشغلته عن جمرة، وفيها يقول:

أهيمُ بدَعْدٍ ما حَييتُ وَإنْ أَمُتْ

فواكَبِدا ممّا لَقِيتُ عَلى دعْدِ

قال: والنّاس يروون هذا البيت لنُصَيْب، وهو خطأ. انتهى.

وهو من قصيدة له أوَّلها:

أشاقَتْكَ أطْلالٌ دوارِسُ من دَعْدِ

خلاءٌ مَغانيها كحاشيةِ البُرْدِ

وقوله: والنّاسُ يروونه لنُصَيْب .. الخ، ليس الأمر كما زعم، فإنّ بيت نُصَيْبٍ غيره، وهو:

أهيمُ بدَعْدٍ ما حيّيتُ وَإنْ أَمُتْ

فوا حَزَني مَن ذا بهيمُ بها بَعْدِي

والمصراع الأوَّل مأخوذ من بيت النّمر. وحكاية بيت نُصَيْب هذا مع السَّيدة سكينة بنت الحسين مشهورة. ومأسَل: موضع في ديار بني ضبّة، وإليه تنسب دارة مأسَل، كذا في "معجم ما استعجم" لأبي عُبيد البكري. وقال الهجري: مأسَل: قرية ونخيل، وشَراء، بفتح الشّين المعجمة والرّاء المهملة والمدَ، قال أبو عبيدة: لا ينصرف؛ لأنه اسم أرض، وقال الأصمعى: مبنيّ على الكسر كحذام، واستشهد بهذا البيت. وقال السّكوني: هو جبل شامخ لبني ليث، وبني ظفر من بني سليمة، وهو دون عسفان من عن يسارها، وفيه عقبة تذهب إلى ناحية الحجاز لمن سلك من عسفان يقال لها: الخريطة، مرتفعة جدًا، وهي جبل صلد لا ينبت شيئًا، كذا في "معجم البكري" أيضًا. وقوله: ودسّت، أي: أرسلت بخفية، وفاعله صمير جمرة. وقوله: بآية، أي: بعلامة، أي: قالت له: اذهب إلى من علامته كذا وكذا، وحيهم: فعل من التحيّة، تعني: سلّم عليهم، وادع لهم بالبقاء، واسألهم أيّ شيء استفادوه بعدنا واتخذوه مالًا، والمال عند العرب: الماشية والأنعام، وجمع ضمير الغائب؛ لأنَّ المحيا والمسؤول هو ومن يتعلّق به، ويمكن أن يكون

ص: 9

من تعظيم الغائب، كما يعظم المخاطب بضمير الجمع، وإليه ذهب البيضاوي في سورة يونس في قوله تعالى:(مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ)[الآية/ 83] فإنَّه قال: الضَّمير في ملئهم لفرعون، جمععه على ما هو المعتاد في ضمير العظماء، وقال شراحه: أيُّ قدر لفرعون عند الله حتى يعبّر عنه بصيغة التّعظيم؟ وكذا قال المصنّف في "الأوضح" في: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ)[الأحزاب/ 56] قال: لا يجوز كون يصلّون خبر إنِّ، إلَّا إن قدرت الواو للتّعظيم، مثلها في:(قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ)[المؤمنون/ 99] وقوله: فحييت، الفاء عاطفة على حَيّا "رسولها" المحذوف، وهو معطوف على دسّت، والشحط: البعد، وقوله: فخير حديثنا، أي: فقلت: خبرنا حسن، فخير: خبر مقدّم، وحديثنا مبتدأ مؤخّر، والجملة محكيّة بالقول المحذوف.

وقوله: لنا فرس

الخ، هذا جواب عن قولها: ما تمولوا، ونبتغي: نطلب، ويريد بعطاء الله: ما يغنمه من الغزو والصّيد، وما أشبه ذلك، يقال: نحله: أعطاه، وروي:"والله يخبل" أي: يمنح، يقال: أخبلته أي: أعرته، والفرس هنا مذكّر بدليل ضميره.

وقوله: يردّ علينا، أي: الفرس، والجملة صفة له، والعير: مفعول يردّ، وهو الذكر من حمير الوحش، وإلفه: أنثاه، وإنما خصّه بدون أنثاه، لأنّه في انفراده يكون عدوه غاية لا تلحق، وإذا كانت معه ربما فتر لأجلها، فإنّه شديد الغيرة لا يتركها. والقرقرة: الأرض المستوية ليس فيها شجر، والنّقع: الغبار، ويتزيّل: ينفصل، يقول: يصرع العير قبل أن ينقطع الغبار، وهذا غاية في شدَّة الجري، وقد أخذ المصراع الأوَّل من قول زهير بن أبي سلمى:

فَرَدَّ عليْنَا العِيرَ مِنْ دَونِ إلْفِهِ

عَلى رَغْمِهِ يَدْمى نَساهُ وَفَائِلُهْ

ص: 10

وقوله: وحُمْر مدمّاة: هو معطوف على فرس، أي: ولنا إبل حمر، والمدمّاة: الخالصة الحمرة، التي ليس لها كُمْتَةٌ، تكون كلون الدَّم. والكثب: جمع كثيب، وهو التلّ من الرَّمل. وقوله: قد بلّها .. الخ، يريد أنَّ أسنمتها عالية طويّة بالشّحم كتلَ الرّمل المبلول بالطّلّ. وقوله: عليها من الدّهنا، عليها: صفة لحمر، وعتيق: فاعل الظّرف، ومن الدّهنا حال من عتيق، وكان في الأصل صفة، فلمّا قدَم صار حالًا، ومورة: معطوف على عتيق، ومن الحزن: صفتها، وكلًّا: مفعول تأكل، وبالمرابع متعلّق بتأكل، وأراد بالعتيق: الشّحم العتيق من العام الماضي، والمورة: مصدر مار فيها الشّحم: جرى واستحكم. والدهنا: موضع ببلاد تميم، يمدّ ويقصر، والحزن، بفتح المهملة: موضع آخر، والمرابع: المواضع التي يرتبعون فيها، أي: يقيمون بها أيّام الربيع خاصَّة، أي: تأكل نَباتكلّ من الحَزن والدَّهْنا. وقوله: وفي جسم راعيها .. الخ، أي: راعي هذه الإبل، والشّحوب: الضُّمر والتّغيّر، يقول: إنما هزاله لأنّه يتتبّع لها الخِصْب ولا يغفل عنها، ويؤثر بألبانها غيره، وهذا البيت صفة أخرى لحمر.

وقوله: فلا الجارة الدّنيا .. الخ، الفاء للتّفريع، والجملة إخبار، أخبر عن نوقه أنَّ الجار لا يذمّها، وأنَّ الضَّيف لا يُحوَّل عنها، ثمَّ ترقى في البيت الذي بعده فقال: من حضر معطنها، ومن مرَّ بها لا يحرم من ألبانها، فكيف يحرم الجار والضَّيف؟ ! وإنما خصَّ الجارة دون الجار لأنّه الأغلب، لأنّه أراد الأرامل والعجائز، ووصفها بالقريبة، لأنَّ البعيدة ربما تستغنى عنه بكريم آخر، وربما لا يعلم حالها، فالاعتناء بشأن القريبة أهمّ وافتخار العرب بإكرام الجار والضّيف غنيّ البيان، فالجارة مبتدأ، والدّنيا: مؤنَّث الأدنى، من الدّنوّ وهو القرب: نعت الجارة، واللام من "لها" بمعنى "إلى" متعلّقة بالدّنيا، وجملة "تلحينَها": خبر المبتدأ وفيه الشّاهد حيث أكّده بعد لا النَافية، والضّيف مبتدأ، ومحول: خبره، وعنها: متعلّق به، وجملة الشّرط معترضة بين المبتدأ وخبره، وجوابه محذوف دلَّ عليه الخبر، أي: إن أناخ راحلته لا يحوّل عنها، واللحي: اللّوم، يقال: لحيت الرَّجل ألحاه لحيًا: إذا لمته، ولحاه الله بمعنى قبّحه ولعنه. كذا في "الصّحاح". فعلم

ص: 11

ممّا شرحنا أنَّ الضّمائر راجعة إلى الحمر المدمّاة، ولم يصب العيني في قوله: الضّمائر لجمرة المرأة المذكورة في المطلع.

وقوله: إذا هتكت .. الخ، يقول: إذا قربت الإبل من بيت وطئته فأهتكت أطنابه، كما تقول: بنو فلان يطؤهم الطّريق، أي: هم قريب من الطّريق، كما قال قبله ابن هرمة:

أغْشى الطّريقَ بقُبَّني ورُواقِها

وأحلُّ في نَشَزِ الرُّبا فأقِيمُ

إنَّ امْرًا جَعَلَ الطّريقَ لبيْتِهِ

طُنُبًا وأنكرَ حقَّهُ للَئِيمُ

والمَعطِن، بفتح الميم وكسر الطّاء، والعَطَن بفتحتين: هو مبرك الإبل عند الماء لتشرب العلل، وهو الشّرب الثّاني، فإذا استوفت ردَّت إلى المرعى، يقال: قَيَّله فتقيّل، أي: سقاه نصف النّهار فشرب، والقّيْل: شرب نصف النّهار، ومفعول يوردوا محذوف، أي: لم يورد أهل ذلك البيت إبلهم الماء، ذلك لاستغنائهم بألبان هذه الإبل، لأنَّ الكرماء يسقون ألبان إبلهم في العطن من ساعدهم في سقيها، ومن مرَّ بهم. ومفعول قيّلوا محذوف، أي: سقى أهل ذلك البيت بعضهم بعضًا قَيْلًا من ألبان هذه الإبل. و"لم يوردوا": جواب إذا، وجملة "قيّلوا" استئناف بياني.

وقوله: وما قمعنا .. الخ، يقال: قمعت الوطب: إذا وضعت القِمَعض في فمه لتصبَّ فيه لبنًا، وقمعت القربة: إذا ثنبت فمها إلى خارجها، والقِمع بكسر القاف وفتح الميم وتسكن: ما يصبّ فيه الدّهن وغيره، والوطب: سقاه اللّبن خاصّة، وما: استفهاميّة تعجّبية، أي: كيف نملأ الوطاب من هذه الإبل، وحولنا قوم محتاجون؟ ! فجملة:"وحولنا بيوت" حال من ضمير المتكلّم مع الغير، والعامل المصدر، وكلّها: مبتدأ، وفوه: بدل اشتمال منه، ومقبل: خبر والجملة صفة بيوت، أي: واحدٍ منهم يرانا ويرى إبلنا، فكيف نملأ الوطاب.

وقوله: أرى أمّنا .. الخ، أمّه هنا امرأته، وهي أمّ منزله، ويقال للرَّجل: أبو المنزل، وتجلّلها: عمّها وغشاها والوِرد بالكسر: الحمّى، والنّافض: ذات الرّعدة منها، والأفكل: الرّعدة، وهو منصرف، ومن نافض: كان صفة لأفكل،

ص: 12

فلمّا قدّم صار حالًا يقول: لمّا رأت زوجتي إيثاري للمحتاجين ألبان هذه الإبل تألّمتْ كأنما أخذتها الحُمّى النّافض من شحّها.

وقوله: رأت رجلًا كيصى، أي: بخيلًا، فيمرّ به وهو مغطى على القوم الحاضرين؛ فلا يعطيهم.

وقوله: فلمّا رأته .. الخ، جواب لمّا محذوف أي: أعجبها. وقوله: "وقالت": معطوف على هذا المحذوف، أو الواو زائدة، وقالت هو الجواب، وأبونا، أي: أبو منزلنا، وهو مثل قوله: أمّنا.

وقوله: وقالت فلان .. الخ، يقول: إنَّ امرأته قالت: إنَّ صاحب الوطب قد أعاش عياله، وأنت تسقي النّاس اللَّبن غير عيالك، فقد هزلتهم.

وقوله: وقسّم .. الخ، هذا من مقولها أيضًا، والرّسل، بالكسر: اللّبن، واللّقاح: جمع لقوح، وهي ذات اللّبن، والمحالب: جمع محلب، بكسر الميم، إناء يحلب فيه، والمهبل بفتح الأوَّل والثّالث: المطلب.

وقوله: إذا وردت .. الخ، هذا أيضًا من مقولها، يعني: قالت: إذا وردّتْ اللّقاح من الماء، فآثرْ العيال بلبنها على كلّ حقّ يلزمك، وبعد العيال اشربْ أنت ومن تحسن إليه.

وقوله: ألم يك .. الخ، هذا من كلامه جوابًا لها يقول: قد أعاننا صبيان العطن، وأهل مجلس قريب، فنستحي أن نلقي الوطب ولا نسقيهم.

وقوله: عليهنَّ .. الخ، يقول: على اللّقاح يوم يردن الماء حقٌّ يسقي ألبانهنَّ من حضر الماء، ثمَّ يصبحن يوم غبّهنَ عندكِ حُفَّلًا، أي: ممتلئات الضّروع، فاصبري واحتملي ذلك اليوم.

وقوله: فإن تصدري .. الخ، المعجّل: الّذي يجيء بالإعجالة قبل ورود الإبل بيومٍ أو بيومين، معه الوطاب، وذلك اللّبن الّي يجيء به يقال له: الإعجالة، ليسقي النّاس والأضياف، يقول: إنْ تصدري من الماء مع الإبل حلبت دونك حلبة للأضياف، وإن تحضري الماء يبطيء عليك المعجّل.

ص: 13