الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ الْمَنَّانُ، [يا] بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ)) (1).
قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع رجلاً يصلي ويدعو بهذا الدعاء: ((لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى)) (2). فاحرص عليهما في دعائك.
18 - دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب
.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ إلَاّ قَالَ المَلَكُ: وَلَكَ بِمثْلٍ))، وفي لفظ:((دَعوَةُ المَرءِ المُسْلِمِ لأخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُستَجَابَةٌ، عِندَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لأخِيهِ بخيرٍ قال المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: آمين، وَلَكَ بِمثْلِ)) (3).
قال النووي رحمه الله: ((بظهر الغيب)): أي في غيبته المدعو له وفي سره، لأنه أبلغ في الإخلاص، ولو دعا لجماعة من المسلمين
(1) أبو داود في الوتر، باب الدعاء، 1/ 554، برقم 1497، والترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب حدثنا محمد بن حاتم، 5/ 539، برقم 3524، والنسائي في صفة الصلاة، باب الدعاء بعد الذكر، 3/ 52، وصححه الألباني في صحيح أبي داود،
5/ 233.
(2)
أبو داود في الوتر، باب الدعاء، 1/ 554، برقم 1497. وانظر: تخريج الحديث السابق.
(3)
مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب، 4/ 2094، برقم 2733.
حصلت هذه الفضيلة ولو دعا لجملة المسلمين، فالظاهر حصولها أيضاً، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة، لأنها تُستجاب ويحصل له مثلها)) (1).
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: ((
…
فالملك يؤمّن على دعائك إذا دعوت لأخيك بظهر الغيب، ويقول:((لك بمثله، وهذا يدل على فضيلة هذا، لكن هذا فيمن لم يطلب منك أن تدعو له، أما من طلب منك أن تدعو له فدعوت له، فهذا كأنك شاهد، لأنه يسمع كلامك؛ لأنه هو الذي طلب منك، لكن إذا دعوت له بظهر الغيب بدون أن يخبرك، ويطلب منك فهذا هو الذي فيه الأجر، وفيه الفضل واللَّه الموفق)) (2).
وهذه البشارة الجليلة من النعم العظيمة للداعي والمدعو له، فإن الداعي ينال الإجابة المتحققة له، وللمدعو له، والأجر والثواب العظيم لاتّباعه أمر الشارع، فاحرص على الدعاء لإخوانك المسلمين كي تنال هذه الفضائل الزكية في الدنيا والآخرة، ولا تنسَ أن يكون لك نصيبٌ من الدعاء للمستضعفين من المؤمنين كما كان من دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم:((اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ)) (3).
(1) شرح صحيح مسلم للنووي، 17/ 49.
(2)
شرح رياض الصالحين، 4/ 73.
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب التفسير، باب قوله:{فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} ، 6/ 48، برقم 4598، مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة، إذا نزلت بالمسلمين نازلة، 1/ 476، برقم 675، وفي روايات في الصحيحين:(أنجِ) بالهمز.