الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - أن العاصم على الإطلاق هو اللَّه تعالى من كل شيء
.
2 - أنه كلما كان المطلوب مهماً
، كان من حسن الدعاء المبالغة في التضرّع، حيث كُرّر التوسل بالربوبية.
3 - أنه كما يتوسل بربوبيّة اللَّه بالطلب
، كذلك يتوسل بها في الاستعاذة.
4 - شدّة خطورة الشيطان على بني آدم
؛ لإنه مترصِّدٌ له في أحواله كلها.
30 - {رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}
(1).
هذه الدعوة الطيبة المباركة التي ذكرها اللَّهُ عز وجل، في المؤمنين الصادقين، في سؤالهم لربهم، قد جمعت من المطالب والوسائل الجليلة، وقد تقدم من ذلك عدّة آيات دلالة على أهمية هذه المطالب، والوسائل، فتكرارها بين دفتي الكتاب العزيز، بيان من اللَّه الرؤوف الرحيم لعباده أن يعتنوا بها، بالسؤال والطلب، بين الحين والآخر، فإنّ فيها النجاة من كل مرهوب، والنيل لكل مطلوب.
وسبب ورود هذا الدعاء الطيّب أن الكفار في النار يسألون الخروج منها، والرجعة إلى الدنيا، فقال ربّ العزّة والجلال لهم:{قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} أي امكثوا صاغرين مهانين {وَلَا
(1) سورة المؤمنون، الآية:109.
تُكَلِّمُونِ}: أي لا تعودوا إلى سؤالكم، ثم بيّن جلّ وعلا علّة تعذيبهم: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا
…
} يقول الشنقيطي رحمه الله عن قوله: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ
…
}: قد تقرّر في الأصول في مسلك الإيماء والتنبيه أن (إنَّ) المكسورة المشدّدة من حروف التعليل، كقولك: عاقبه إنه مسيء: أي لأجل إساءته، أن من الأسباب التي أدخلتهم النار هو استهزاؤهم، وسخريتهم من هذا الفريق المؤمن (1).
وقوله: {يَقُولُونَ} : دلالة ظاهرة على استمراريتهم في الدعاء، والإكثار منه في حياتهم الدنيا، كما أفاد الفعل المضارع بعد كان (2).
{رَبَّنَا آمَنَّا} : أي بك وبرسلك، وما جاؤا به من عندك، قدّموا التوسّل بإيمانهم قبل سؤالهم؛ لأن الإيمان هو أعظم أعمال القلوب المقتضى لقبول الدعاء، وحصول الرجاء.
{فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} : استر علينا مما يوقع من تقصيرنا في حقك وحق غيرنا فتجاوزه عنا، وتعطف علينا برحماتك التي لا تُعدُّ ولا تُحصى.
{وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} : أكدوا إيمانهم ويقينهم بأنه تعالى خير من رحم، وفيه دلالة على أهمية التوسل بأسمائه تعالى المضافة في الدعاء؛ فإن فيها من كمال الأدب، والثناء على اللَّه.
(1) أضواء البيان، 5/ 563.
(2)
المصدر السابق، 2/ 243.