الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومشربه وملبسه من الحلال، فللحلال سر عجيب في قبول الأعمال عند اللَّه تعالى، ومن آكدها الدعاء، وقد تقدم آنفاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا،
…
ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، ثُمَّ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)) (1).
وفي الحديث إشارة إلى أنه ينبغي الاعتناء بالحلال لمن أراد الدعاء أكثر من غيره (2).
ولما سُئل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ((ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها، ومن أين خرجت)) (3).
22 - لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم
.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَا عَلَى الأرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّه تَعَالَى بِدَعْوَةٍ إِلَاّ آتَاهُ اللهُ إيَّاها، أَوْ صَرفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ))، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: إِذاً نُكْثِرُ، قَالَ:((اللهُ أكْثَرُ)) (4)،
(1) مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، 2/ 703، برقم 1015.
(2)
شرح النووي، 7/ 100.
(3)
جامع العلوم والحكم، 1/ 275، وهو أيضاً في السيرة الحلبية، 2/ 507.
(4)
سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب في انتظار الفرج وغير ذلك،
5/ 566، برقم 3573، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 3573.