الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ)) (1)، والصلاة في اللغة: هي الدعاء (2)، فإذا تقدمت أمام الدعاء صارت كالمفتاح له، وكذلك حصول الإجابة للداعي؛ لأنه دعاء بالغيب مستجاب كما في الصحيح.
3 - الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة:
((فمن أعظم الشروط لقبول الدعاء الثقة باللَّه تعالى، وأنه على كل شيء قدير، فاللَّه تعالى لكمال قدرته يقول للشيء كن فيكون، قال تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (3)، ومما يزيد ثقة المسلم بربه عز وجل أن يستيقن أن جميع خزائن الخيرات والبركات عند اللَّه تعالى، قال سبحانه:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} (4)(5).
وقد أمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نعزم حال دعائنا فقال: ((إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ وَلَا يَقُلْ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي فَإِنَّهُ لَا
(1) عمل اليوم والليلة للنسائي، ص 166، وصححه الألباني في: صحيح النسائي، برقم 1297، وصحيح الترغيب والترهيب، برقم 1659.
(2)
الصحاح، ص 596.
(3)
سورة النحل، الآية 40.
(4)
سورة الحجر، الآية 21.
(5)
شروط الدعاء للمؤلف، ص 29.
مُسْتَكْرِهَ لَهُ)) (1).
قوله: ((فليعزم)) أي يحسن الظن باللَّه في الإجابة؛ لأنه يدعو رباً كريماً جواداً قديراً، وإذا تأكد هذا الأمر في قلب العبد، فليدعُ مستيقناً بإجابة ربه تعالى له، قال صلى الله عليه وسلم:((ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ)) (2).
واللَّه تعالى يجيب دعاء عبده على قدر حسن ظنه به، قال تعالى في الحديث القدسي:((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ))، وفي لفظ:((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ)) (3)، ففيه ترغيب من اللَّه تعالى لعباده بتحسين ظنونهم، وأنه تعالى يعاملهم على حسبها، فمن ظنّ به خيراً أفاض عليه جزيل خيراته، وأسبل عليه جميل تفضلاته، ونثر عليه محاسن كراماته وعطائه، ومن لم يكن في ظنه هكذا، لم يكن اللَّه تعالى له هكذا، فعلى العبد أن يكون حسن الظن بربه في جميع حالاته، ويستعين
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الدعوات، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له، 8/ 74، برقم 6337، صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب العزم بالدعاء، ولا يقل: إن شئت، 4/ 2063، برقم 2678.
(2)
سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب حدثنا عبد الله بن معاوية، 5/ 517، برقم 3479، المستدرك، 1/ 670، وصححه الألباني في: صحيح الترمذي، برقم 3479، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 594.
(3)
أخرجه أحمد، 15/ 35، برقم 9076، والطبراني في المعجم الكبير 22/ 87، وصححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1663.