الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكنز)) (1).
العزيمة: العزم والعزيمة: عقد القلب على إمضاء الأمر، يقال: عزمتُ الأمر، وعزمت عليه، واعتزمت، قال اللَّه تعالى:{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} (2). (3)
الرشد: الرَّشَدُ والرُّشْدُ: خلاف الغي (4) ، وهو الصلاح والفلاح، والصواب (5).
القلب السليم: هو الخالي من الشرك والكفر، والنفاق والإثم وكل وصف ذميم.
الشرح:
قوله: ((اللَّهم إني أسألك الثبات في الأمر)): سأل اللَّه تعالى الثبات في الأمر، وهي صيغة عامة يندرج تحتها كل أمر من الأمور)) (6) من أمور الدنيا، والدين، والآخرة؛ فإن الثبات عليها يكون بالتوفيق [إليها] بالاستقامة، والسداد، وأعظم ذلك الثبات على الدين والطاعة، والاستقامة على الهدى، وأحوج ما يكون العبد [لهذه] الاستقامة، عند الاحتضار من نزغات الشيطان وإغوائه، والثبات في
(1) النهاية، ص 814.
(2)
سورة آل عمران، آية 159.
(3)
المفردات، ص 565.
(4)
المصدر السابق، ص 354.
(5)
تحفة الذاكرين، ص 428.
(6)
تحفة الذاكرين، ص 428.
سؤال الملكين، وعند المرور على الصراط وقد جمع اللَّه تبارك وتعالى كل هذه الأمور، في قوله:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (1)، فتضمّنت هذه الدعوة الجليلة الثبات في كل الأحوال، والأوقات، والأماكن.
وقوله: ((والعزيمة على الرشد)): ((سأل اللَّه تعالى عزيمة الرشد، وهي الجد في الأمر، بحيث ينجز كل ما هو رشد من أموره)) (2) في
أمور معاشه وآخرته، والرشد كما [تقدم] هو الصلاح، والفلاح، والصواب، فلذلك كانت العزيمة على الرشد مبدأ الخير؛ فإن الإنسان قد يعلم الرشد، وليس له عليه عزيمة، فإذا عزم على فعله أفلح، والعزيمة: هي القصد الجازم المتصل بالفعل، وهو عقد القلب على إمضاء الفعل، ولا قدرة للعبد على ذلك إلا باللَّه تعالى؛ فلهذا كان من أهم الأمور سؤال اللَّه تعالى العزيمة على الرشد؛ ولهذا علَّم النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة أن يقول:((قل اللَّهم قني شر نفسي، واعزم لي على أرشد أمري)) (3).
فالعبد يحتاج إلى الاستعانة باللَّه، والتوكل عليه في تحصيل العزم، وفي العمل بمقتضى العزم بعد حصول العزم، قال اللَّه تعالى:
(1) سورة إبراهيم، الآية:27.
(2)
تحفة الذاكرين، ص 428.
(3)
أخرجه أحمد، 33/ 197، برقم 19992، والنسائي في الكبرى، 6/ 246، كتاب صلاة العيدين، الصلاة بعد العيدين، برقم 10764، وابن حبان، 3/ 181، برقم 899، والحاكم، 1/ 510، وقال:((صحيح على شرط الشيخين))، والطبراني في الكبير، 13/ 151، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، 4/ 323، برقم 2354، وصححه الألباني في التعليقات الحسان، برقم 896، وصححه محققو المسند، 33/ 197.