الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مما يتمناه عند غيره، هو الإلحاح على ربه في سؤاله من فضله وخيره، فقال تعالى:{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} ، ففيه حث وترغيب على سؤال اللَّه من إحسانه الدائم، وإنعامه الذي لا ينفد، فإن خزائنه مملوءة لا تنفد، ولا تنقطع أبداً على طوال الزمان والمكان.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الأمر بسؤاله تعالى واجب (1).
* وقال تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} (2).
أخبر ـ أنه لا يبالي، ولا يعبأ، ولا يكترث بغير هؤلاء، وأنه لولا دعاؤكم إياه دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ما عبأ ولا اعتنى بكم، فدل على أن الدعاء سبب لعناية اللَّه تعالى بعبده، وإصلاح شأنه وأموره (3).
5 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ))
، وقرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
(1) القرطبي، 3/ 149، وتقدم.
(2)
سورة الفرقان، الآية:77.
(3)
فيض الرحمن تفسير جواهر القرآن، 2/ 313.
دَاخِرِينَ} (1).
دل هذا الحديث على أن الدعاء هو أفضل العبادة: ((فهذه الصيغة المقتضية للحصر من جهة تعريف المسند إليه، ومن جهة تعريف المسند، ومن جهة ضمير الفصل تقتضي أن الدعاء هو أعلى أنواع العبادة، وأرفعها، وأشرفها)) (2).
((كقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة)) (3) أي معظم الحج الوقوف بعرفة)) (4).
((ولم يرد هذا اللفظ في أي نوع من أنواع العبادة الأخرى)) (5).
* وقد جاء كذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أن الدعاء هو أفضل العبادة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي رضي الله عنه أنه قال: ((أفضل العبادة
(1) أبو داود، 2/ 78، برقم 1481، والترمذي، 5/ 211، برقم 2959، وابن ماجه،
2/ 1258، برقم 3828، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، 3/ 150، وصحيح ابن ماجه، 2/ 324.
(2)
تحفة الذاكرين، ص 33.
(3)
أخرجه أحمد، 31/ 64، برقم 18774، وأبو داود، كتاب المناسك، باب من لم يدرك عرفة، 2/ 141، برقم 1949 بلفظ:((الْحَجُّ: الْحَجُّ يَوْمُ عَرَفَةَ))، والترمذي، كتاب الحج، باب فيمن أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج، برقم 889، 3/ 237، والنسائي، كتاب مناسك الحج، فرض الوقوف بعرفة، برقم 3016 (5/ 256، وابن ماجه، كتاب المناسك، باب من أتى عرفة قبل الفجر، برقم 3015، 2/ 1003، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 3172.
(4)
شأن الدعاء للخطابي، ص 5.
(5)
شرح الإحياء للزبيدي، 5/ 4.