الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له، فلحقته، فلما رآني ولَّى، فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي، ألا تثبت؟ فكفّ، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل اللَّه صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء، قال: يا ابن أخي، أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له: استغفر لي، واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيراً ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مُرمل، وعليه فراش قد أثَّر رمال السرير بظهره وجبينه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه، ثم قال:((اللَّهم اغفر لعبيد أبي عامر)) ((حتى رأيت بياض إبطيه))، ثم قال:((اللَّهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس))، فقلت: ولي يا رسول اللَّه! استغفر))، فقال صلى الله عليه وسلم:((اللَّهم اغفر لعبد اللَّه بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مُدخلاً كريماً))، ((قال أبو بُرده: إحداهما لأبي عامر، والأخرى لأبي موسى)).
هذا الحديث العظيم مشتمل على فوائد عديدة في الدعاء، فمنها:
1 - استحباب طلب الدعاء من الرجل الصالح
.
2 - ((استحباب الوضوء لإرادة الدعاء
.
3 - استحباب رفع اليدين في الدعاء خلافاً لمن خص ذلك بالاستسقاء))
(1).
(1) انظر: فتح الباري، 8/ 43.