الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفوائد:
1 - أهمية الصلاة، حيث خصّها بالدعاء دون غيرها من العبادات
.
2 - أهمية التوسل حال الدعاء بربوبية اللَّه عز وجل
-؛ لأن إجابة الدعاء من لوازمها.
3 - أهمية الإلحاح في الدعاء
، وأنه من الأسباب العظيمة الموجبة للإجابة، حيث كرّر لفظ الربوبية (مرتين).
4 - ينبغي للداعي أن يكثر من سؤال اللَّه تعالى قبول دعائه
.
5 - ((ينبغي لكل داع أن يدعوا لنفسه ولوالديه ولذريته))
(1).
6 - ينبغي للداعي أن يكون جُلَّ دعائه في مطالب الدين
لأنها هي أهم المقاصد والمطالب التي يكون عليها الفلاح في الدارين.
7 - أن الدعاء هو ملجأ جميع الأنبياء والمرسلين والصالحين
بل الخلق كلهم أجمعين.
23 - {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}
(2).
هذه الدعوة العظيمة من الدعوات الجليلة التي دعا بها خليل الرحمن فيها أعظم المطالب والمقاصد التي عليها النجاة، في الدار الآخرة، وهو طلب المغفرة له ولجميع المؤمنين يدل دلالة جليلة
(1) تفسير ابن كثير، 4/ 431.
(2)
سورة إبراهيم، الآية:41.
على ما أوتيه صلى الله عليه وسلم من الشفقة لجميع المؤمنين.
قوله: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي} : خصَّ نفسه بالمغفرة، وقدّمها في الدعاء هضماً لها وشعوراً بالتقصير مما لا يسلم منه البشر.
قوله: {وَلِوَالِدَيَّ} دعا لهما بالمغفرة لعظم حقهما عليه، كما قال تعالى:{وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (1)، إلا أنه دعا لأبيه بالمغفرة إنما كان عن موعدة وعدها إياه، فلمّا أصرّ على الكفر تبرأ منه قال تعالى:{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} (2)، فدلّت الآية الكريمة على عدم جواز الدعاء للمشركين بالمغفرة ما داموا على الكفر، والشرك سواء كان في حياتهم أو بعد مماتهم؛ لكن له أن يدعو لهم بالهداية والتوفيق للإيمان، كما قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه:((باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم)) (3)، ثم ذكر الأدلة في ذلك.
وقوله: {وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} : أي واستر ذنوب المؤمنين، وتجاوز عن سيئاتهم يوم يثبت ويتحقق محاسبة أعمال المكلَّفين على الوجه الأعدل منك، ولا يوجد أعدل منك يا ربنا.
وفي هذه الدعوة البشارة الكبيرة لكل مؤمن ومؤمنة بالمغفرة؛ لأن
(1) سورة الإسراء، الآية:24.
(2)
سورة التوبة، الآية:114.
(3)
البخاري، كتاب الجهاد، باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألّفهم، قبل الحديث رقم 2937.