الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرح:
قوله: ((المقامة)) - بالضم-: الإقامة، أي دار الإقامة، كما في قوله تعالى:{لَا مُقَامَ لَكُمْ} (1) أي: لا موضع لكم (2).
قوله: ((اللَّهم إني أعوذ بك من جار السوء)): أي: أستعيذ بك من كل مجاور جمع الصفات الدنيئة، والأخلاق الرذيلة، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:((واللَّهِ لا يُؤمِن، وَاللَّهِ لا يُؤمِن، وَاللَّهِ لا يُؤمِن))، قيل: من يا رسول اللَّه؟ قال: ((الذي لا يأمَنُ جارُه بوائِقَهُ)) (3)، أي: شروره، وعدوانه.
وقد استعاذ المصطفى صلى الله عليه وسلم من جار السوء في دار المقامة؛ لأنه:
هو الشر الدائم، والأذى الملازم؛ ولهذا قال:((فإن جار البادية يتحول))؛ لأن مدته قصيرة يمكن تحملها، فلا يعظم الضرر فيه، ويشمل جار المقام: الزوجة، والخادم، والصديق الملازم، وفيه إيماء أنه ينبغي تجنّب جار السوء، والتباعد بالانتقال عنه إذا وجد لذلك سبيلاً، بمفارقة الزوجة [إذا تعسَّر إصلاحها]، وبيع الخادم، وأن المسافر إذا وجد من أحد من رفقته ما يذم شرعاً فارقه، وينبغي
(1) سورة الأحزاب، آية:13.
(2)
المصباح، 2/ 139، فضل الله الصمد،1/ 184.
(3)
البخاري، كتاب الأدب، باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه، برقم 6016 ، ومسلم بنحوه، كتاب الإيمان، باب بيان تحريم إيذاء الجار، برقم 46.