الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - ((أهمية التوسل إلى اللَّه تعالى بنعمه {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}
.
7 - ((إنّ الإنسان لا يملك قلبه
؛ لأنه بين إصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبه كيف يشاء، فيسأل اللَّه ألَاّ يزغه)).
8 - ((أن التخلية تكون قبل التحلية
، يعني يُفرغ المكان من الشوائب والأذى، ثم يطهر، دلَّ عليه قوله:(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا) ثم قال: {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} .
9 - أن العطاء يكون على قدر المعطي
؛ لقوله تعالى: (وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً)، هذا من باب التوسل بحال المدعو، ومن باب التوسل بصفات اللَّه عز وجل)) (1).
10 - أن كل الخلق لا غنى لهم عن دعاء ربهم عز وجل في جلب المنافع
، ودفع المضار.
فبعد هذا الوصف الجميل لهم، يجدر بالعبد السالك إلى طريق اللَّه المستقيم أن يحرص على هذه الكلمات اليافعات، والدعوات المباركات، ويستحضر هذه المعاني، والمطالب العالية.
8 - {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
(2).
هذه الدعوة المباركة من دعوات أهل العلم والإيمان، سطّرها لنا
(1) تفسير آل عمران، لابن عثيمين رحمه الله، 1/ 55 - 56، بتصرف يسير.
(2)
سورة آل عمران، الآية:16.
ربنا في كتابه دعواتٍ تُتلى إلى يوم القيامة، دلالة جلية على أهميتها.
فبعد أن ذكر اللَّه عز وجل حُبَّ الناس الشهوات من النساء والبنين وغيرها من ملذات الدنيا، وإيثار بعضهم لهذه الدار على الآخرة، أعقب بذكر الدار الحقيقية التي لا يفنى نعيمها ولا ينفد، التي أعدها لأصحاب النفوس الزكيَّة، الذي كان من جليل أعمالهم وأقوالهم:{يقولون ربنا إننا آمنا} : جاء بصيغة المضارع (يقولون) الذي يدلّ على الاستمرارية والتجدد في سؤالهم، وتضرّعهم بهذه الدعوات.
{ربّنا إننا آمنا} : توسّلوا إلى اللَّه تعالى بربوبيته التي من مقتضاها الإجابة والعناية، وذلك أن ربوبية اللَّه تبارك وتعالى ربوبيتان: عامة: لجميع الخلائق بالرزق، والتدبير والإصلاح، وخاصة: لأوليائه التي تقتضي الحفظ، والعناية، والإجابة، وإصلاح أحوالهم وشؤونهم في دينهم ودنياهم، فهم توسّلوا بهذه الربوبية العليّة التي من مقتضاها إجابة دعائهم.
{إنَّنا آمنَّا} : أكدوا إيمانهم بـ ((إنَّ)) المؤكدة، دلالة على قوة إيمانهم، وصفاء توحيدهم من كل أدران الشرك والشك، أي آمنّا بك وبكتابك وبرسولك، وبكل ما جاء منك، قدموا توسلهم بإيمانهم باللَّه قبل سؤالهم؛ لأنه من أعظم الوسائل التي يحبها اللَّه عز وجل، أن يتوسّل العبد إلى ربّه تعالى بما منَّ عليه من الإيمان، والأعمال الصالحة، إلى تكميل نعم اللَّه تعالى عليه، بحصول الثواب