الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تشريفه وتكريمه)) (1).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وعلى آل محمد)):
فالصحيح أن معنى الآل:
1 - من تحرم عليهم الصدقة
.
2 - أنهم ذريته وأزواجه خاصة
(2).
وقوله: ((وبارك على محمد))
البركة هي:
1 - الثبوت واللزوم، ومنه قول: برك البعير يبرك بروكاً
.
2 - النماء والزيادة
(3).
((والتبريك: الدعاء بذلك، فهذا الدعاء يتضمّن إعطاء من الخير ما أعطاه لآل إبراهيم، وإدامته وثبوته له، ومضاعفته له وزيادته، هذا حقيقة البركة)) (4).
وقوله: ((إنك حميد مجيد)): ختم الدعاء بأحسن الختام، باسمين من أسماء اللَّه تبارك وتعالى الحسنى، وأكده بـ ((إنَّ)) زيادة في التأكيد و ((الحميد)): صيغة مبالغة على وزن (فعيل) ، والحمد نقيض الذم، وهو أعمُّ وأصدق في الثناء على المحمود من المدح والشكر (5)، فاللَّه تبارك وتعالى هو المحمود في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها، ومن الأفعال أتمَّها
(1) جلاء الأفهام، ص 127.
(2)
انظر جلاء الأفهام للعلامة ابن القيم، 166 - 173.
(3)
معجم مقاييس اللغة، 4/ 352.
(4)
جلاء الأفهام، ص 237.
(5)
لسان العرب، 3/ 156، تفسير الطبري، 13/ 179.
وأحسنها، فإنها دائرة بين الفضل والحكمة والعدل (1).
و ((المجيد)): من صيغ المبالغة على وزن ((فعيل)): وأصل المجد: السعة، والكثرة، يقال: رجل ماجدٌ إذا كان سخياً، واسع العطاء، ويدلّ كذلك على الشرف، والرفعة، وعظم القدر، والشأن، والجلال (2).
وفي اقتران هذين الاسمين الكريمين يدل على معنى زائد في الكمال: ((لأن الواحد قد يكون منيعاً غير محمود، كاللص المتحصن وقد يكون محموداً غير منيع، أما المجيد، فهو من جمع بينهما، وكان منيعاً لا يرام، وكان في منعته حميد الخصال، جميل الأفعال)) (3)، فاستحق تعالى الحمد على مجده، لكماله، وسعة جلالة صفاته التي لا منتهى لها من الكمال والمجد.
ولما كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي ثناء اللَّه تعالى، وتكريمه،
والتنويه به، ورفع ذكره، وزيادة حُبِّه وتقريبه كما تقدم، كانت مشتملة على الحمد والمجد، فكأن المصلي طلب من اللَّه تعالى أن يزيد في حمده ومجده، فإن الصلاة عليه هي نوع حمد له وتمجيد، هذا حقيقتها، فذكر في هذا المطلوب الاسمين المناسبين له، وهذا كما تقدم أن الداعي يُشرع له أن يختم دعاءه باسم من الأسماء الحسنى مناسب لمطلوبه، أو يفتتح دعاءه به، وتقدم أن هذا من قوله تعالى:
(1) تفسير ابن السعدي، 5/ 624.
(2)
المفردات، ص 463، لسان العرب، 5/ 4138، والمقصد الأسنى، ص 123.
(3)
الأسماء والصفات للبيهقي، 1/ 111.
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (1)، (2).
[وقد ذكر المؤلف وفقه اللَّه الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في ختام الأدعية؛ لأن هذا من الآداب التي يحتاجها المسلم في دعائه: يبدأ بحمد اللَّه، والثناء عليه بما هو أهله، ثم يصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يختم دعاءه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في آداب الدعاء].
والحمد للَّه رب العالمين، كما يليق بجلاله، وعظيم سلطانه، اللَّهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
(1) سورة الأعراف، الآية:180.
(2)
جلاء الأفهام، 245 - 246.