الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكقوله تعالى عن أيوب: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (1)، والعبد الصالح السالك طريق الأنبياء والمرسلين يحسن به الاقتداء بهم، والأخذ بسننهم في الدعاء) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ((2).
فيجمع العبد بين هذه التوسلات العلية في سؤاله ورغبته:
وإذا كان موسى عليه السلام قد سأل اللَّه الخير بصيغة الحال، فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل اللَّه عز وجل الخير بصيغة الطلب، كما في الحديث العظيم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لأُمِّنا عائشة رضي الله عنها حين قال لها: ((عَلَيْكِ بِالْكَوَامِلِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ
…
، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ))، وفي رواية:((عليك بالجوامع الكوامل)) (3).
تضمنت هذه الدعوة المباركة جملاً من الفوائد منها:
1 - أن الشكوى إلى اللَّه تعالى لا تنافي الصبر
، بل من كمال الإيمان باللَّه تعالى، والرضا بقدره.
2 - على الداعي أن يتوسل إلى اللَّه بأنواع التوسل المشروعة
، وإن ذلك من كمال العبودية التي يحبها اللَّه عز وجل.
3 - مشروعية الاستعاذة من الفقر
، وأنها سُنَّة الأنبياء والمرسلين،
(1) سورة الأنبياء، الآية 83.
(2)
سورة الأنعام، الآية:90.
(3)
سنن ابن ماجه، برقم 3846، مسند أحمد، برقم 25137، ورقم 25138، واللفظ له، الأدب المفرد للبخاري، وقد تقدم تخريجه في الدعاء رقم 29، مع التعليق عليه.