الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد جاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن اللَّه تبارك وتعالى قال: (نعم)(1).
وفي لفظ قال عز وجل: ((قد فعلت)) (2).
وقد جاء ما يشير إلى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي اَلْخَطَأَ ، وَالنِّسْيَانَ ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ)) (3).
{رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا} : أي لا تكلّفنا من الأعمال الشاقّة وإن أطقناها، كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال والأعباء الشديدة التي كانت عليهم.
{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} : وتكرير لفظ الربوبية في الآيات لإبراز مزيد من الضّراعة الموصل إلى كمال العبادة المؤذن إلى القبول والإجابة.
أي: لا تحمّلنا من التكليف والمصائب والبلاء ما لا نقدر عليه.
{وَاعْفُ عَنَّا} أي: ((اصفح عنّا فيما بيننا وبينك من تقصيرنا، وزللنا {وَاغْفِرْ لَنَا} أي: فيما بيننا وبين عبادك، فلا تُظهِر على مساوينا، وأعمالنا القبيحة.
{وَارْحَمْنَآ} : ((فيما يُستقبل فلا توقعنا بتوفيقك إلى ذنب آخر؛ ولهذا قالوا:
إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء:
-
أن يعفو اللَّه عنه فيما بينه وبينه
.
(1) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق، برقم 125.
(2)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق، برقم 126.
(3)
سنن ابن ماجه، كتاب الطلاق، باب طلاق المكره والناسي، برقم 2045، والسنن الكبرى للبيهقي، 6/ 84، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، 1/ 123.