الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجريان البركة في الأموال، وقرب المنزلة من الديان، ورضى الغفور الرحمن (1)، وكثرة [الأموال، والبنين، ونزول الأمطار]، وقوة في الأبدان، والعيش بأمان في الدنيا وإلى دخول الجنان.
147 - ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأَذْهِبْ غَيْظَ قَلْبِي، وَأَعِذْنِي مِنْ
مُضِلاتِ الْفِتَنِ)) (2).
المفردات:
الغيظ: أشد الغضب، وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من فوران دم قلبه (3).
جاء هذا الدعاء المبارك من النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة
(1) المفردات، ص 619.
(2)
مأخوذ من دعاء النبي (لعائشة رضي الله عنها: ((اللهمَّ اغفرْ لهَا ذنبَهَا، وأذْهبْ غَيْظَ قَلْبِهَا، وأعذْهَا منْ مُضِلاّت الفِتَنْ)) أخرجه ابن عساكر بإسناده في ((الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين))، ص 85 عن عائشة رضي الله عنها، وقال:((هذا حديث صحيح حسن، من حديث بقية بن الوليد))، وأخرجه ابن السني بنحوه في عمل اليوم والليلة، برقم 457، وفي نسخة أخرى لابن السني قال:((وأجرني من الشيطان)) بدل: ((من مضلات الفتن))، وانظر تخريجه عند الألباني في الضعيفة، برقم 4207.
وله شاهد عن أم سلمة رضي الله عنها عند أحمد، برقم 26576، 44/ 2 بنحوه، ولفظه:((قُولي اللَّهُمَّ رَبَّ مُحَمَّد النَّبِيِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، وَأذْهِبْ غَيْظَ، وَأجِرْنِي منْ مُضِلَّات الْفِتَنِ مَا أحَيْيَتْنَا))، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد، 10/ 27، وهو عند عبد بن حميد،
ص 443، برقم 1534، والطبراني في المعجم الكبير، 23/ 338، برقم 785، والدعوات الكبير للبيهقي، 1/ 485، بدون لفظة:((ما أحييتنا)).
وله شاهد عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: يَا رَسُولَ الله عَلِّمْنِي دُعاءَ أدْعُو به، قَالَ: ((قُولي: اللَّهُمَّ اغْفرْ لي ذَنْبِي
…
)) الحديث، أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب، برقم 52، ومساوئ الأخلاق، برقم، 323.
(3)
الفتوحات الربانية، 3/ 702.
رضي اللَّه عنها، فعن محمد بن أبي بكر قال:((كانت عائشة رضي الله عنها، إذا غضبت عرَّك النبي صلى الله عليه وسلم بأنفها ثم يقول: ((يا عويش! قولي: اللَّهم ربَّ محمد اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن)) (1).
قوله: ((اللَّهم ربَّ محمد)): فيه توسل بربوبيته تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهو تعالى ربّ كل شيء ومليكه؛ لعظم شأنه صلى الله عليه وسلم، وأن التوسل بربوبيته له، أقرب للإجابة في حصول المطلوب، هذا الدعاء فيه طلب السلامة من أشد الشرور الظاهرة، والباطنة، في الدين والدنيا، والآخرة، فبدأ في سؤال اللَّه تعالى السلامة من أشدها فقال:((اللَّهم اغفر لي)): سأل اللَّه تعالى المجاوزة عن الذنوب، وترك العقاب عليها، وهذا المطلب الجليل غالب في أدعية الكتاب والسنة؛ لأن الذنوب تورد العبد شر الموارد في الدنيا والآخرة، فكان في تقديم هذا المطلب أولى من غيره من المطالب، ثم شرع في سؤال اللَّه تعالى السلامة من أشد الشرور الباطنة.
فقال: ((وأذهب غيظ قلبي)): ((أي شدة الغضب الذي يكون
منشأه غليان دم القلب وفورانه لأمر يعرض على خلاف المراد)) (2).
سأل اللَّه تعالى أن يذهب الغيظ في القلب؛ لأنه منهك للنفس، متعب للقلب والبدن، فقد يتولّد منه الحقد، والكراهية، والبغضاء، والتعدي، والانتقام، وسوء المآل والحال، لهذا دعا اللَّه تبارك وتعالى العباد إلى إمساك النفس عند اعتراء الغيظ، قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ
(1) أخرجه ابن السني، 456، قال محققه:((إسناده حسن)).
(2)
الفتوحات الربانية 3/ 278.