الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: ((على [طاعتك])) أي أن ينقلب القلب من طاعة إلى طاعة أخرى، من صلاة إلى صيام إلى زكاة)) (1)، فسأل اللَّه تعالى الثبات على الدين جملة وتفصيلاً، ودلَّ الحديث والذي بعده على أهمية التوسّل إلى اللَّه تبارك وتعالى بأفعاله ومنها ((التصريف)) الفعلية التي تتضمّن كمال المشيئة، والحكمة البليغة، وكذلك [يدل على] صفة ((الأصابع)) الذاتية الجليلة، [على الوجه اللائق باللَّه عز وجل، لا يشبه أحداً من خلقه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}].
70 - ((يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))
(2).
عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: ((يَا مُقَلِّبَ
الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ:((نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ)) (3).
وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول اللَّه، إنك تُكثر أن
(1) شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، 4/ 61.
(2)
الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا أبو موسى الأنصاري، برقم 3522، وأحمد، 18/ 100، برقم 12107، والحاكم، 1/ 525، و528، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع، 6/ 309، وصحيح الترمذي، 3/ 171. وقد قالت أم سلمة
رضي الله عنها: ((كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم)).
(3)
الترمذي، كتاب القدر، باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن، برقم 2140، وأحمد، 19/ 160، برقم 12107، ومصنف بن أبي شيبة، 11/ 36، برقم 31044، وشعب الإيمان للبيهقي، 2/ 209، ومسند أبي يعلى، 6/ 359، والمختارة للضياء المقدسي، 2/ 458، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2140.